لايف ستايل

رحاب عبدالراضي تكتب: في حضرة الحب.. إليك يا شريك العمر

رحاب عبدالراضي تكتب: في حضرة الحب.. إليك يا شريك العمر

القاهرة - سمر حسين - علاقات و مجتمع

كتب: الوطن -

09:53 م | الثلاثاء 10 يونيو 2025

أن أكتب عنك، فذلك يشبه محاولة رسم ضوء القمر بالكلمات، ليس سهلا أن اختصر رجلا مثلك في سطور، لأنك ببساطة لست مجرد زوج. أنت طمأنينة تسكن القلب، وسند لا يتراجع، ودعاء مستجاب بعد لحظات تعب طويلة.

أحبك، لا لأنك شريكي في الحياة فقط، بل لأنك كنت دوما اليد التي تمسك بيدي عندما يتعثر قلبي". كنت السند يوم أن كنت أجهز لحفل زفافنا، وسط ضغوط كثيرة ومحيط مليء بالتوقعات، كنت أنت المختلف. لم تكن ضاغطا علي، بل كنت الداعم، الذي يأخذ بيدي لأكمل، لم تحملني فوق طاقتي، ولم تشعرني لحظة أنني وحدي في مسؤولية تخصنا معا. كنت هناك، بوجهك الهادئ، وقلبك الواسع، تحول كل توتر إلى دعم، وكل قلق إلى طمأنينة.

وأتذكر تماما ما حدث في يوم زفافنا، حين سافرنا بعد الحفل مباشرة، ولم أنفذ ما كنت قد وعدت به واتفقنا عليه أن أتواصل مع مسؤول الفندق للتأكيد على الحجز، لأنه تابع لعملي. وحين وصلنا بعد رحلة سفر مرهقة، وفي ليلة لم ننم فيها أصلا، فوجئنا بمشكلة في الحجز، جلسنا لساعات في بهو الفندق ننتظر، أنا غارقة في تأنيب الضمير والخوف، ظننت أننا تعرضنا للنصب، وشعرت بذنبٍ يكاد يخنقني... لكنك لم تغضب. لم توبخني، لم ترفع صوتك. كنت رحيما بي، أكثر من نفسي. هدّأتني، واسـتوعبت توتري، وكأنك تقول لي: "أنا هنا، حتى في الفوضى، حتى في الخطأ"

ذلك الموقف، رغم بساطته، حفر في قلبي درسا لن أنساه أبدا: الحب الحقيقي لا يقاس بالكلام المعسول، بل بتصرفات تتجلى في الشدة، في الرحابة، في الصبر الجميل.

كم من مرة كنت مجهدة، مرهقة، لا طاقة لي على شيء، فوجدتك لا تطلب مني شيئا. لا حتى كوب شاي. بل ترفض أن توقظني من النوم، وتتناول ما أعده لك دون ملاحظة أو تعليق، وكأنك تقول لي بلطف: "راحتك أولى من كل شيء."

أنت الرجل الذي يعرف أنني إنسانة قبل أن أكون زوجة، تتعب، تتقلب، تتألم، فتحتويني كما أنا. تسعني بقلبي ومزاجي، تفهم صمتي وتقرأ وجعي، لا تطلب أن أكون دائمًا في أفضل حالاتي، بل تقدرني وتتحملني حتى في فوضاي.

أنت صديقي الأصدق، وأقرب المقربين، وونس أيامي الذي لا يُعوّض. الحديث معك لا يحتاج إلى ترتيب، ولا إلى حذر. أنا على سجيتي معك، في ضعفي وقوتي، في خوفي واندفاعي، لأنني أعلم أنك لا تحاسبني على تقلباتي، بل تعايشني بحب لا يتغير.

نعم، نختلف، نتناقش، نغضب من بعضنا لكن كلماتنا لا تجرح، ولا تكسّر، لأننا نملك فن العودة. نضع الحب أولا، فنعتذر دون مكابرة، ونرضى بلا حساب.

وفي عيد زواجنا الأول شكرا لأنك لم تجعل من الزواج قيدا، بل جعلته صداقة ممتدة، لا تتعب، ولا تبلىشكرًا لأنك تفهمني دون أن أتكلم.شكرًا لأنك لم تكن زوجا فقط، بل الحياة التي تمنيت أن أعيشها.

Advertisements

قد تقرأ أيضا