القاهرة - سمر حسين - صحة

اللياقة البدنية من أهم العوامل التي تؤثر في جودة حياتنا، فهي التي تمنحنا القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بسهولة وتساعد في الحفاظ على صحتنا العامة، ومع مرور السنوات، يبدأ الجسم في التغير بشكل تدريجي، ويلاحظ الكثيرون انخفاضا في قوتهم البدنية وقدرتهم على التحمل، ولكن هذا التدهور ليس حتميًا، إذ يمكن تأخيره بفضل الحفاظ على نمط حياة نشط ومتوازن، إذ تساهم الرياضة بشكل كبير في مقاومة التغيرات التي تصاحب الشيخوخة.
كيف يتأثر الجسم مع التقدم في العمر؟
يبدأ تدهور اللياقة البدنية في مرحلة مبكرة من العمر، ولكن تأثيره يصبح أكثر وضوحًا مع التقدم في السن، وفي هذا الصدد، أكد الدكتور أحمد علام استشاري العلاج الطبيعي، لـ«الوطن»، أن معظم الأشخاص يبدأون في ملاحظة تغيرات جسدية ملحوظة بعد سن الثلاثين، إذ تبدأ كتلة العضلات في التراجع بنسب متفاوتة، ويصبح الحفاظ على النشاط البدني أكثر تحديا، مضيفا أن التغيرات التي يمر بها الجسم تتعلق بشكل أساسي بفقدان القوة العضلية، ضعف التوازن، وزيادة في دهون الجسم.
الشيخوخة الطبيعية وتأثيرها على اللياقة البدنية
وأوضح أن هذه التغيرات تختلف من شخص لآخر حسب مستوى النشاط البدني الذي يمارسه الشخص خلال حياته، ففي حين أن البعض قد يلاحظ تراجعا في اللياقة بسرعة بعد سن الثلاثين، إلا أن آخرين قد يتمكنون من الحفاظ على مستوى لياقتهم لسنوات أطول إذا استمروا في ممارسة الرياضة بشكل منتظم، ومع تقدم العمر، يزداد تدهور اللياقة البدنية، ويصبح هذا التدهور أكثر وضوحا بعد سن الخامسة والستين، حيث تبدأ عملية الشيخوخة الطبيعية في التأثير على وظائف الجسم المختلفة، فانخفاض مرونة المفاصل، ضعف العضلات، وتراجع قدرة القلب على التحمل كلها عوامل تظهر مع هذه المرحلة العمرية.
كيف تؤخر الرياضة عملية التدهور البدني؟
ومع ذلك، لا يعد ذلك حكما نهائيا على الصحة البدنية؛ إذ يمكن التغلب على هذه التغيرات من خلال ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري، وأشار «علام» إلى أن الأشخاص الذين يستمرون في ممارسة الرياضة طوال حياتهم يكونون أقل عرضة للتدهور البدني السريع، إذ يمكن للتمارين الرياضية أن تؤخر ظهور هذه الأعراض وتساهم في الحفاظ على الجسم والشعور بالحيوية والنشاط، وأكد أن التمرين المنتظم هو السبيل الأمثل لإبطاء عملية الشيخوخة، مشيرًا إلى أن ممارسة الرياضة لا تقتصر على تحسين اللياقة البدنية فقط؛ بل تساهم أيضًا في تحسين المزاج، زيادة الطاقة، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
أفضل التمارين للحفاظ على اللياقة البدنية مع تقدم العمر
وأوصى علام بضرورة تخصيص ما لا يقل عن 150 إلى 300 دقيقة من التمارين الهوائية أسبوعيًا، وهو ما يعادل 30 دقيقة من النشاط البدني المتوسط لمدة خمس أيام في الأسبوع، مضيفا أن التمارين الهوائية مثل المشي، الجري، وركوب الدراجات، هي الأنسب للحفاظ على صحة القلب والجهاز التنفسي، كما شدد على أهمية تمارين القوة مثل رفع الأثقال وتمارين التوازن التي تساهم في تقوية العضلات والحد من فقدانها مع تقدم العمر.
وأشار إلى أن تمارين التمدد والمرونة مثل اليوجا تعتبر أيضًا من الأساسيات التي يجب تضمينها في أي برنامج رياضي، إذ تساعد في الحفاظ على مرونة المفاصل وتقلل من الشعور بالتيبس، ما يسهم في الوقاية من الإصابات.
الراحة والتغذية
وعلى الرغم من أهمية الرياضة، أشار استشاري العلاج الطبيعي، إلى أنه لا يمكن الاستغناء عن بقية جوانب الحياة الصحية، فالراحة، والنوم الجيد، والنظام الغذائي المتوازن، من أهم العوامل التي تساهم في الحفاظ على اللياقة البدنية في مراحل العمر المتقدمة، والتغذية السليمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن الأساسية التي تُساعد بشكل كبير في تقوية العظام والعضلات، كما أن تناول البروتينات بشكل كافٍ يساعد في الحفاظ على الكتلة العضلية.