يُقبل كثير من الناس، بمختلف أعمارهم وبيئاتهم، على شرب الشاي فور انتهائهم من تناول الطعام، باعتباره مشروبا دافئا يساعد على الاسترخاء أو الهضم، غير مدركين مما قد تسببه هذه العادة من أضرار صحية صامتة، فعلى الرغم من كون الشاي مشروبا مفضلا لدى الملايين، فأن توقيت تناوله قد يحوله من مشروب محبب إلى سبب مباشر في إضعاف وظائف الجسم الحيوية.

وفي هذا السياق، قال خبير التغذية العلاجية أحمد علام لـ«الوطن»، إن شرب الشاي بعد الأكل مباشرة يؤثر سلبا على امتصاص الجسم للعناصر الغذائية، وعلى رأسها الحديد، مؤكدا أن تلك العادة قد تكون سببًا في ظهور علامات الضعف العام والأنيميا دون أن ينتبه الشخص لسببها.

وأوضح أن الشاي يحتوي على مركبات ترتبط بالحديد وتمنع امتصاصه، خصوصا إذا تم تناوله مباشرة بعد الطعام، مما يضعف الدم على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن البعض لا يشعر بأثر هذه العادة إلا بعد فوات الأوان، حين تبدأ الأعراض بالظهور بشكل تدريجي.

شرب الشاي ليس دائمًا مفيدًا

وأضاف أن الشاي مشروب له فوائد في أوقات معينة وبكميات معتدلة، لكن تناوله في توقيت خاطئ كأن يكون بعد الأكل مباشرة يحوله إلى عامل ضغط على الجسم بدلاً من أن يكون وسيلة للراحة، ونصح بعدم شرب الشاي إلا بعد مرور ساعة على الأقل من تناول الوجبة، لتجنب تداخل مكوناته مع عملية الهضم.

إرهاق للجهاز الهضمي

وأكد خبير التغذية أن المعدة تحتاج إلى بيئة هادئة لاستكمال عملية الهضم، وأن إدخال مشروبات مثل الشاي  الذي يحتوي على مركبات معقدة يُربك هذه العملية، ويؤدي إلى إبطاء الامتصاص الطبيعي للعناصر الغذائية، مما يجعل الجسم يعاني من نقص في بعض المعادن دون سبب ظاهر.

نصائح لتفادي الأضرار

ونصح بتغيير هذه العادة تدريجيًا، خاصة لدى الأطفال وكبار السن، لما لها من تأثيرات مضاعفة على تلك الفئات، داعيًا إلى الاستعاضة عن الشاي بمشروبات خفيفة خالية من التانين بعد الأكل، أو الاكتفاء بالماء الفاتر فقط.