القاهرة - سمر حسين - صحة

حذر كبار الخبراء في الولايات المتحدة من أن البلاد تواجه خطر وباء جديد، مع خروج إنفلونزا الطيور عن السيطرة في المزارع الأمريكية، فحتى الآن، أثّر تفشي فيروس H5N1 في الولايات المتحدة على ما يقرب من 1000 قطيع من الأبقار، وأسفر عن أكثر من 70 إصابة بشرية، من بينها أول حالة وفاة مؤكدة.
وفي المملكة المتحدة، تم رصد 7 حالات إصابة بشرية بفيروس H5N1 منذ عام 2021، وكان آخر حالتين قد أُصيبتا في يناير 2022 ويناير من هذا العام، علاوة على ذلك، أطلق خبراء بريطانيون مؤخرًا تحذيرًا بعد اكتشاف أول حالة إصابة بإنفلونزا الطيور في الأغنام على مستوى العالم، وذلك في مزرعة بمقاطعة يوركشاير، وحذر مختصو الفيروسات من «الانتقال المتكرر» لهذا الفيروس القاتل المحتمل إلى أنواع أخرى من الثدييات، مشيرين إلى إمكاناته الوبائية الكبيرة.
وفي هذا السياق، حذر فريق دولي من الخبراء من الشبكة العالمية للفيروسات (Global Virus Network GVN) من أن صناعة الدواجن الأمريكية تواجه خطرًا كبيرًا، داعين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لفهم آلية انتقال الفيروس ووقفها، من أجل منع انتقال العدوى إلى البشر، وذلك نقلًا عن «ديلي ميل».
أعراض إنفلونزا الطيور التي يجب على الجميع معرفتها
في الوقت ذاته، صرح الدكتور مارك جونسون، عالم الفيروسات في جامعة ميزوري، عبر منصة تويتر، بأن الفيروس يمكنه التحول إلى جائحة، كما دعت الشبكة العالمية للفيروسات (GVN) إلى تكثيف المبادرات الهادفة إلى تثقيف الجمهور بشأن مخاطر إنفلونزا الطيور، خاصًة وإنه غالبًا ما يظهر الفيروس بأعراض مشابهة للإنفلونزا العادية.
الأعراض الخفيفة لإنفلونزا الطيور
السعال.
التهاب الحلق.
سيلان أو انسداد الأنف.
آلام العضلات أو الجسم.
الصداع.
الإرهاق.
ضيق أو صعوبة في التنفس.
ومع ذلك، فقد تم الإبلاغ أيضًا عن أعراض أكثر حدة، بما في ذلك التهابات تنفسية علوية خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، التي قد تتطلب دخول المستشفى، بالإضافة إلى ارتفاع في درجة الحرارة يتجاوز 37.7 درجة مئوية (100 درجة فهرنهايت).
ومثل كوفيد-19، لا يمكن تشخيص عدوى إنفلونزا الطيور لدى البشر بناءً على العلامات والأعراض السريرية فقط؛ بل يتطلب الأمر اختبارات مخبرية، ويمكن أخذ مسحات لاختبار الإصابة بإنفلونزا الطيور من الحلق أو الأنف أو العين للشخص المصاب.
وتؤكد السلطات الصحية الأمريكية أن دقة الاختبار تكون أعلى عندما يتم جمع العينة خلال الأيام الأولى من ظهور الأعراض، أما في حالات المرضى الذين يعانون من أعراض حادة، فإن جمع عينات من الجهاز التنفسي السفلي قد يساعد أيضًا في تشخيص الإصابة بعدوى فيروس إنفلونزا الطيور.
ومع ذلك، قد يكون من الصعب اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في العينة لدى بعض المرضى الذين لم يعودوا يعانون من أعراض شديدة أو الذين تعافوا تمامًا.
انتشار إنفلونزا الطيور بين الأبقار
وفقًا لوزارة الزراعة في الولاية، تم رصد فيروس H5N1 في 645 قطيعًا من الأبقار منذ أول اكتشاف له في أواخر أغسطس، وقد تم الإبلاغ عن ما يقرب من نصف هذه الحالات خلال 30 يومًا فقط، ما يبرز سرعة انتشار الفيروس.
وعلى الرغم من أن كاليفورنيا لم تكن من أولى الولايات التي رصدت فيروس H5N1 في الأبقار، إلا أن حجم التفشي تضاعف بشكل كبير منذ اكتشافه الأول، ومن بين الحالات المثيرة للقلق الأخرى، كانت هناك حالة لمراهق كندي أُصيب بنفس نوع إنفلونزا الطيور، وتم إدخاله إلى المستشفى في 8 نوفمبر بعد ظهور الأعراض عليه في 2 نوفمبر.
ووفقًا لآخر تقرير في أواخر نوفمبر، لا يزال المراهق في المستشفى، ويحتاج إلى دعم للتنفس، إلا أن حالته كانت مستقرة.
ولم يكن من الواضح كيف أصيب بالمرض، إذ جاءت نتائج فحوصات الكلاب والزواحف التي كان على تواصل معها سلبية.
انتقال إنفلونزا الطيور للبشر
وكان خبراء بريطانيون قد صرحوا سابقًا لموقع MailOnline عن الخطر الوبائي المحتمل الذي يشكله فيروس إنفلونزا الطيور H5N1، لكنهم أشاروا في الوقت ذاته إلى أن التهديد الحالي للجمهور لا يزال منخفضًا.
وقال البروفيسور بول هنتر، الخبير المعروف في الأمراض المعدية من جامعة إيست أنجليا، قائلًا: «القلق يتمثل في أنه إذا تطور الفيروس أكثر ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر، فإننا قد نكون في مواجهة خطر وباء جديد».
ويُعتبر انتقال إنفلونزا الطيور إلى البشر عن طريق تناول الدواجن والطيور البرية غير مرجح، لأن الفيروس حساس للحرارة، ويؤدي طهي الدواجن جيدًا إلى القضاء عليه.
بل إن العدوى في البشر تحدث غالبًا عندما يدخل الفيروس إلى العينين أو الأنف أو الفم، أو عند استنشاقه.