أصبح السكر العدو الأول للصحة في العصر الحديث، حيث تؤكد الدراسات أنّ الإفراط في تناوله يسبب سلسلة من المشكلات الصحية تبدأ من زيادة الوزن ولا تنتهي عند ضعف المناعة، ولكن ماذا لو توقفت عن السكر أسبوعًا فقط؟ بحسب ما ورد بموقع «ويب طب» الطبي، فإن تأثير ذلك يكون ملحوظًا ومباشرًا على كفاءة الجهاز المناعي، وهو ما يجعل هذه الخطوة البسيطة بداية فعلية نحو استعادة التوازن الداخلي للجسم.

السكر والمناعة.. علاقة خطيرة

ذكر موقع «ويب طب» أنّ تناول كميات كبيرة من السكر يؤدي إلى انخفاض واضح في قدرة خلايا الدم البيضاء على مقاومة الفيروسات والبكتيريا، إذ إنّ ارتفاع مستوى السكر في الدم يعوق هذه الخلايا عن أداء وظائفها الحيوية، فالأمر لا يتطلب شهورًا حتى نشعر بتحسن؛ بل يمكن لمناعة الجسم أن تبدأ في التحسن خلال أسبوع واحد فقط من الامتناع عن السكر.

الامتناع القصير.. أثره كبير

وفي هذا السياق، قال الدكتور محمود كمال، استشاري أمراض الباطنة في تصريح خاص لـ«الوطن»، إن السكر يعمل في الجسم كعامل مثبط لوظائف الجهاز المناعي، حيث تؤدي زيادة مستوى السكر في الدم إلى إضعاف قدرة خلايا الدم البيضاء على اكتشاف ومهاجمة الفيروسات والبكتيريا، ما يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالعدوى المختلفة.

وأضاف أن هناك تحسنًا ملحوظًا لدى عدد كبير من المرضى الذين بدأوا تقليل استهلاكهم للسكر، وبعضهم شعر بتحسن في مستوى النشاط العام، وتراجع في معدلات الإصابة بنزلات البرد، وذلك خلال أسبوع واحد فقط من تقليل السكر في نظامهم الغذائي، دون الحاجة إلى أي تدخل دوائي.

السكر يرفع الالتهابات

وتابع الدكتور محمود كمالبأن السكر لا يؤثر فقط على المناعة، بل يسهم كذلك في خلق بيئة التهابية مزمنة داخل الجسم، فالامتناع عنه لفترة قصيرة مثل أسبوع يمكن أن يقلل من مؤشرات الالتهاب بشكل ملحوظ، ويمنح الجسم فرصة لاستعادة توازنه الطبيعي.

تحسن جودة النوم والمناعة

وأوضح الدكتور أن النوم كذلك يتأثر سلبًا بارتفاع السكر في الدم، حيث قال ان السكر يرفع بعض الهرمونات المرتبطة بالتوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم، وعندما يتحسن النوم، تزداد كفاءة الجهاز المناعي، لأن الجسم يقوم بإصلاح وتجديد الخلايا أثناء فترات النوم العميق.

بشرة أنقى ودفاع أقوى

وأضاف أن صحة الجلد تتأثر بشكل مباشر، إذ يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى إضعاف إنتاج الكولاجين وزيادة فرص الإصابة بالتهابات جلدية، فتقليل السكر يعزز مناعة الجلد ويقلل من ظهور الحبوب والبثور، وهو ما نرصده بوضوح لدى المرضى بعد اتباعهم نظامًا غذائيًا منخفض السكر.

طاقة مستمرة دون انهيار

وأوضح استشاري أمراض الباطنة، بأن الكثير يعتقد أن السكر هو مصدر سريع للطاقة، لكنه في الواقع يمنح طاقة مؤقتة يعقبها شعور بالخمول والإجهاد، أما عند تقليل السكر، فإن الجسم يبدأ في الاعتماد على مصادر طاقة أكثر استقرارًا، مثل الدهون الصحية، وهو ما يحسن من النشاط البدني والذهني ويرفع من كفاءة الجهاز المناعي بصورة طبيعية.