القاهرة - سمر حسين - صحة
يعد مرض القدم المسطحة، أو ما يُعرف طبيًا بـ«الفلات فوت»، من الحالات الشائعة التي تصيب العديد من الأشخاص بمختلف الأعمار، حيث يحدث تسطح في قوس القدم الداخلي، ما يؤدي إلى ملامسة كامل باطن القدم للأرض أثناء الوقوف أو المشي، وعلى الرغم من أن بعض الحالات قد لا تسبب أي مشكلات، فإن البعض الآخر قد يعاني من آلام مزمنة ومضاعفات تؤثر على الحركة ونمط الحياة.
ما هو مرض القدم المسطحة؟
وفي تصريحات لـ«الوطن»، ذكر الدكتور إبراهيم مصطفى، أستاذ جراحة العظام والمفاصل بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة، عن الأسباب الرئيسية للقدم المسطحة، ومدى ارتباطها بالعوامل الوراثية أو العادات اليومية الخاطئة، كما أوضح أحدث طرق العلاج المتاحة، سواء من خلال الدعامات والعلاج الطبيعي، أو التدخل الجراحي في الحالات الشديدة، محذرًا من المضاعفات المحتملة التي قد تؤثر على الركبتين والظهر، ومقدمًا نصائح مهمة للوقاية وتخفيف الأعراض.
أسباب مرض القدم المسطحة.. وراثة أم عادات خاطئة؟
وأوضح الدكتور إبراهيم مصطفى أن مرض القدم المسطحة قد يكون نتيجة لعوامل وراثية، حيث يُولد بعض الأشخاص بهذه الحالة دون سبب خارجي واضح، بينما قد تنشأ في حالات أخرى بسبب عوامل مكتسبة تؤثر على استقرار القدم بمرور الوقت.
ومن أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى تطور مرض القدم المسطحة:
- ضعف أو تمزق الأوتار التي تدعم قوس القدم، مما يؤدي إلى فقدان الانحناء الطبيعي للقدم.
- الإصابات في الكاحل أو القدم، والتي قد تؤدي إلى تغيير في شكل القدم وزيادة التسطح.
- السمنة، حيث يضع الوزن الزائد ضغطًا إضافيًا على العظام والمفاصل، مما يؤدي إلى انهيار قوس القدم.
- التهاب المفاصل الروماتويدي، الذي يؤثر على الأربطة والعضلات، مسببًا تسطح القدم.
- ارتداء أحذية غير مناسبة لفترات طويلة، مما قد يضعف بنية القدم الطبيعية.
- التقدم في العمر، حيث يؤدي ضعف الأنسجة مع الزمن إلى فقدان القوس الطبيعي للقدم.
وأكد الطبيب أن هناك نوعين رئيسيين من القدم المسطحة، أحدهما يكون خلقيًا منذ الولادة، والآخر مكتسب يظهر تدريجيًا بسبب العوامل البيئية أو الجسدية.
هل كل حالات القدم المسطحة تحتاج إلى علاج؟
أوضح الدكتور إبراهيم مصطفى أن ليس كل من لديه قدم مسطحة يحتاج إلى علاج، حيث إن العديد من الأشخاص لا يعانون من أي أعراض أو مشكلات حركية، ولكن في بعض الحالات، قد يسبب الفلات فوت آلامًا مزمنة في القدمين أو الساقين أو الظهر، مما يؤثر على النشاط البدني اليومي.
وأشار إلى أن بعض المرضى قد يلاحظون تفاقم الأعراض بعد المشي لمسافات طويلة أو ممارسة الرياضة، وهو ما يستدعي استشارة طبيب متخصص لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد العلاج المناسب.
طرق علاج القدم المسطحة
أكد الدكتور إبراهيم مصطفى أن علاج القدم المسطحة يعتمد على مدى تأثيرها على المريض، وتشمل العلاجات المتاحة:
استخدام الأحذية الطبية والدعامات، إذ توفر دعماً إضافياً لقوس القدم وتساعد على تخفيف الضغط عن المفاصل.
العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية، مثل رفع الكعب والمشي حافي القدمين على الأسطح الطبيعية، مما يساعد على تقوية عضلات القدم والساق.
الأدوية والمسكنات، و في بعض الحالات، قد يتم استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الألم والتورم.
التدخل الجراحي، ففي الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج التقليدي، قد يكون الحل الجراحي ضروريًا لتصحيح محاذاة العظام أو إصلاح الأوتار التالفة.
المضاعفات المحتملة لمرض القدم المسطحة
حذر الدكتور إبراهيم مصطفى من إهمال علاج القدم المسطحة، مشيرًا إلى أن بعض المضاعفات قد تشمل:
آلام مزمنة في الظهر والركبتين نتيجة لتأثير التسطح على استقامة الجسم.
التهاب الأوتار بسبب الضغط المستمر على عضلات القدم.
تغيرات في وضعية القدم والمشي، مما قد يؤدي إلى صعوبة في الحركة وألم مستمر.
وأضاف أن الأطفال المصابين بالقدم المسطحة قد يواجهون تحديات في ممارسة الأنشطة الرياضية، مما قد يؤثر على لياقتهم البدنية.
تمارين مفيدة ونصائح للوقاية من مرض القدم المسطحة
أوصى الدكتور إبراهيم مصطفى ببعض التمارين التي قد تساعد في تحسين قوس القدم وتقوية عضلاتها، مثل:
تمرين رفع الكعب، الوقوف على أطراف الأصابع ثم النزول ببطء لتقوية عضلات الساق.
المشي حافي القدمين على العشب أو الرمال، لتنشيط عضلات القدم وتحسين مرونتها.
كما أكد على أهمية اختيار الأحذية المناسبة، وتجنب الوقوف لفترات طويلة دون حركة، والحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على القدمين.
كما أكد الدكتور إبراهيم مصطفى أن القدم المسطحة ليست دائمًا حالة مقلقة، لكنها قد تتحول إلى مشكلة صحية تتطلب العلاج في حال تسببت في آلام أو صعوبة في الحركة، وشدد على أهمية التشخيص المبكر واتباع أساليب العلاج المناسبة لمنع المضاعفات، داعيًا الأشخاص الذين يعانون من آلام مستمرة في القدم إلى استشارة طبيب مختص لتقييم حالتهم بدقة والحصول على العلاج الأنسب لهم.