شكرا لقرائتكم خبر عن الكاتب الإماراتي في يومه: سنظل على العهد بمسؤولية الكلمة والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - من البدايات المبكرة التي تركزت على الشعر، خصوصاً الشعر النبطي، حيث بزغ نجم الشاعر الماجدي بن ظاهر في القرن الـ17، مروراً بالرواية الإماراتية الأولى «شاهندة»، التي كتبها الدبلوماسي راشد عبدالله، ونشرت في عام 1971، وصولاً إلى مئات الكتب الورقية والرقمية المطروحة حالياً، والتي تحوي إبداعات أبناء الإمارات وتتنوع بين الرواية والقصص والشعر، وحتى روايات «المانغا» والرسوم المتحركة، تبرز ملامح حراك لا يهدأ لكُتّاب ومبدعي الإمارات، وتطور كبير في صناعة المحتوى الإبداعي ونشره وتوزيعه، وهو حراك استطاع الكاتب الإماراتي من خلاله أن يثبت حضوره في المحافل المحلية والعالمية، ويحضر بقوة في الفعاليات والجوائز والثقافية في السنوات الأخيرة، مؤكداً أنه على العهد بمسؤولية الكلمة، وأهميتها في تشكيل الوعي.
ويمثل «يوم الكاتب الإماراتي» الذي يوافق 26 مايو من كل عام، مناسبة للاحتفاء بمبدعي الدولة وكُتّابها، إذ جاء «يوم الكاتب الإماراتي» بمبادرة من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لاتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، ويوافق تاريخ تأسيس اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات في 1984، وذلك تقديراً لجهود الكاتب الفكرية والإنسانية، ولدوره الرائد في الأدب والتنمية المجتمعية، وترسيخ حب الوطن في أذهان أبنائه، وإعلاء مكانته، ويُعدّ هذا اليوم مناسبة عزيزة على قلب كل كاتب إماراتي يعتز بالكلمة ويوليها اهتمامه.
مناسبة مهمة
وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، الدكتور سلطان العميمي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «(يوم الكاتب الإماراتي) يُعدّ مناسبة مهمة في تاريخ الإنتاج الإبداعي والفكري في الدولة، وتخصيص يوم رسمي له في الإمارات يبرز الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة في بناء الإنسان، وهويته ومداركه المعرفية».
وأضاف: «ندرك في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات أهمية الدور والمسؤولية المنوطين بنا في الحراك الثقافي، الذي يشارك فيه أجيال من مختلف الكُتّاب، مؤمنين في الوقت نفسه بأن الكاتب الإماراتي في حاجة مستمرة إلى استحضار الوعي بمسؤولية الكلمة التي تصدر عنه في كتاباته، فالكتابة كانت - ومازالت - عملاً إنسانياً أسهم في نشوء الحضارات البشرية وتطور علومها، وبناء الهوية والوعي، لتشكل عنصراً رئيساً في تطور الفكر البشري وحضارته».
وأشار العميمي إلى أن «(الاتحاد) يعمل بشكل مستمر على دعم مختلف الكُتّاب في دولة الإمارات، وتمكين حضورهم في مختلف المناسبات والفعاليات المحلية والعربية والدولية، بمختلف أعمارهم، سواء الناشئين أو المخضرمين أو الروّاد».
وأوضح: «استطعنا خلال السنوات القليلة الماضية، وبدعم من القيادة، وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية في الدولة، أن ننتقل بنشاط الاتحاد وأعضائه إلى آفاق عربية ودولية، وأن نسهم في إبراز أصوات إبداعية جديدة في الساحة، واليوم، ومع إكمال (الاتحاد) 40 عاماً على تأسيسه، نسعى بكامل جهدنا مع أعضائه إلى تكامل العملية الإبداعية بين مختلف الأجيال في الإمارات، من خلال نقل الخبرات والمعارف المرتبطة بتجاربهم في هذا السياق. كما لا يفوتنا في هذا اليوم أن نشير إلى الدعم المادي والمعنوي الذي توليه القيادة إلى (الاتحاد)، والذي كان له دور كبير في النهوض بمستوى (الاتحاد) وأنشطته في العقود الماضية».
تطور صناعة النشر
من ناحيته، أكد الناشر الإماراتي جمال الشحي، أن «الحراك الثقافي الإبداعي في مجال الكتابة الذي تشهده الدولة، ينعكس بوضوح على تطور صناعة النشر، والحضور اللافت للكاتب الإماراتي على الساحة، وما اكتسبته هذه الصناعة من ملامح ومعايير واضحة».
وأشار إلى أن «هذا التطور يرجع إلى عوامل عدة، من أبرزها اهتمام الدولة بالثقافة والإبداع والمبدعين في مختلف المجالات، وما تطلقه من مبادرات وفعاليات ومعارض دولية للكتاب، وهو ما انعكس على حضور الكاتب وجودة إنتاجه، كذلك ما تتميز به الإمارات من بنية تحتية داعمة للإبداع من مدن ثقافية ومؤسسات ثقافية فاعلة، إضافة إلى الجوائز الثقافية التي تنظمها وترعاها الإمارات، وهي من أبرز الجوائز على الساحة وأكثرها جذباً للمشاركة من المبدعين داخلياً وخارجياً، إذ تسهم هذه الجوائز في خلق حالة من التنافسية لدى الكُتّاب، وتشجعهم على تطوير أنفسهم وإنتاجهم».
وعلى مستوى صناعة النشر، أكد الشحي أن «التطور الذي تشهده يرجع إلى توافر كل العناصر الأساسية لقيام هذه الصناعة، مثل القوانين والتشريعات الداعمة والمنظمة، وتوافر المحتوى المتميز والمتنوع، في ظل وجود عدد كبير من الكُتّاب من مختلف الأجيال»، مشيداً بالجهود الكبيرة التي تقوم جمعية الناشرين الإماراتيين ومؤسستها، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، بها في هذا السياق لدعم الناشرين وتحسين القوانين المنظمة للقطاع والحفاظ عليها، وشجع هذا التطور ناشرين إماراتيين من القطاع الخاص على دخول المجال، بعد أن كان حضورهم محدوداً من قبل.
دعم الشباب
من جانبها، قالت عضو مجلس إدارة اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات مسؤولة النشاط الثقافي بـ(الاتحاد) رئيسة الهيئة الإدارية لفرع أبوظبي، الكاتبة شيخة الجابري، إن «الحركة الثقافية والأدبية في الإمارات تشهد تطوراً واضحاً ونهضة ملحوظة، وحركة نشر جيدة وأصواتاً جديدة تظهر بشكل انسيابي على الساحة، ويظهر هذا التطور من خلال معارض الكتب، وما تشهده من حضور سخي لكُتّاب وكاتبات الإمارات»، مضيفة: «لاشك أن الاحتفال بالكاتب الإماراتي له مكانة كبيرة، خصوصاً أنه يأتي في هذا اليوم المهم الذي اختاره (الأب الروحي) لجميع كُتّاب الامارات والرئيس الفخري لاتحاد الكُتّاب، صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تعبيراً عن إيمان سموّه بأهمية تكريس الفعل الثقافي، وأهمية دفع العملية الإبداعية، وتشجيع أبناء هذا الوطن من الكُتّاب. ومن خلال لقاءاتنا، كأعضاء مجلس إدارة اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، مع صاحب السموّ حاكم الشارقة، يوجهنا سموّه دائماً لتبني الأصوات الشابة، وأن نقدم لهم أنشطة وورشاً إبداعية لتشجيعهم على النشر، وخلال عامين أستطيع أن أقول إننا قطعنا شوطاً كبيراً، سواء على صعيد المشهد العام، أو في ما يتعلق بـ(الاتحاد)، فقد دفعنا بعملية النشر لمزيد من التقدم عبر تقديم إصدارات جديدة في معارض الكتاب، وفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي اختتمت دورته الـ33 أخيراً، أطلق (الاتحاد) 10 إصدارات جديدة لكُتّاب من أجيال مختلفة»، لافتة إلى أن «هناك لجنة لديها معايير صارمة تتولى اختيار الكتب التي تنشر، وهي تُعنى بالعمل وجودته وجدية وتجدد فكر الكاتب».
وأضافت الجابري: «إن اتحاد الكُتّاب حرص أيضاً على تأسيس (نادي النقد)، لإيجاد حركة نقدية تواكب الإنتاج الإبداعي في الدولة، وأضاء النادي خلال الفترة الماضية على كثير من القضايا الخاصة بالإبداع في الدولة، كذلك أطلق اتحاد الكُتّاب (نادي القصة) الذي يحرص على تقديم مزيد من الوجوه الجديدة والأعمال الجديدة، إلى جانب (نادي الشعر)».
وفي مجال الترجمة استطاع (الاتحاد) - حسب الجابري - ومن خلال التعاون مع هيئة الشارقة للكتاب والمشاركة في الأسابيع الثقافية في كوريا واليونان وغيرهما، ترجمة أعمال كان للشباب نصيب منها حتى يتم الدفع بالعملية الإبداعية أكثر للأمام، معتبرة أن أي عمل لا يخلو من تحديات، ولكن يجب العمل على مواجهتها والقفز عليها، لتحقيق حضور حقيقي وفاعل في المشهد الثقافي.
مبادرة جديدة
أعلن اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات عن إطلاق مبادرة «صوت الكاتب» على منصات التواصل الاجتماعي، احتفاءً بـ«يوم تأسيس الاتحاد»، الذي يوافق «يوم الكاتب الإماراتي»، داعياً أعضاء وأصدقاء الاتحاد للمشاركة في هذه المبادرة.
• 26 مايو صادف «يوم الكاتب الإماراتي»، ويوافق تاريخ تأسيس اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news