اليابان | ملكة الريمونتادا: بطلة رمي الرمح كيتاغوتشي هاروكا تطمح لتحقيق إنجاز تاريخي في أولمبياد باريس

الاحتفاظ بالأفضل للنهاية

حققت كيتاغوتشي هاروكا تاريخًا في بطولة العالم لألعاب القوى 2023 في بودابست، المجر، عندما أصبحت أول امرأة يابانية تفوز بلقب رمي الرمح، وهو ما فعلته بطريقة دراماتيكية. وفي المركز الرابع، أطلقت كيتاجوتشي في محاولتها الأخيرة رمية وحشية أرسلت هتافات حماسية إلى الاستاد حيث شقت طريقها عبر سماء الليل. وقفزت بها الرمية التي بلغ طولها 66.73 مترًا إلى المركز الأول، حيث بقيت بعد فشل المتنافسة الأخيرة، الكولومبية فلور دينيس رويز هورتادو، في معادلة الرقم القياسي. واصلت كيتاغوتشي طرق الفوز وهي حريصة على صنع التاريخ مرة أخرى في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس.

وأبرز أداء كيتاغوتشي في بودابست قدرتها على تكثيف أدائها في النصف الأخير من المسابقات، وهي الموهبة التي أكسبتها لقب ”ملكة العودة“. ومنذ فوزها باللقب العالمي، حققت العديد من الانتصارات الرائعة، بما في ذلك الميداليات الذهبية في بطولتي الدوري الماسي 2023 في بولندا وبلجيكا، بالإضافة إلى المركز الأول في بطولة بريفونتين كلاسيك في الولايات المتحدة، والتي كانت بمثابة نهائيات البطولة. وفي هذا الموسم، فازت بمسابقات الدوري الماسي في الصين وموناكو، مما عزز زخمها قبل الألعاب الأولمبية.

وتقول كيتاغوتشي، المتخصصة في الرمية السادسة، إنها تتمتع بالثقة الكافية لتحويل مسار المنافسة حتى عندما يكون ظهرها إلى الحائط، مشيرة بسخرية إلى أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت للإحماء. وتصرح: ”سأرمي 55 مترًا أثناء التدريب ثم 65 مترًا أثناء المنافسة. بصراحة، لا أعرف ما لدي من مهارات حتى أبدأ“.

كيتاغوتشي تلوح للجماهير خلال أدائها الفائز في بطولة أوسترافا غولدن سبايك في جمهورية التشيك في 28 مايو/ أيار 2024. (© رويترز)

وتعزو كيتاغوتشي رمياتها القصيرة خلال جلسات التدريب إلى الإفراط في التفكير. وتقول: ”قد يكون لدي مجموعة من الأشياء المختلفة التي أحاول الانتباه إليها أثناء جلسات التدريب. ولكن بمجرد بدء المنافسة، أركز فقط على بضع نقاط. وبعقلي غير المقيد، يمكنني صب كل ما لدي في رميتي“.

وبفضل تركيزها على عقلها، تتمكن من تحديد وتصحيح أي مشاكل في شكلها مع كل رمية متتالية، وهي موهبة أظهرتها طوال حياتها المهنية. ففي المدرسة الثانوية، على سبيل المثال، سجلت رقمًا قياسيًا جديدًا في المنافسة في رميتها السادسة والأخيرة. وعندما سجلت الرقم القياسي الوطني الياباني لأول مرة في رمي الرمح للسيدات في مايو 2019، كان ذلك في رميتها الخامسة. وعلى مدار حياتها المهنية، اكتسبت الثقة اللازمة لتقديم أداء جيد مع تقدم المنافسة والبقاء في المنافسة حتى النهاية.

التعلم من لاعب قوي في لعبة الرمح

ويقف وراء أداء كيتاغوتشي ديفيد سيكراك، مدرب فريق رمي الرمح الوطني للناشئين في جمهورية التشيك. في عام 2019، سافرت كيتاغوتشي إلى جمهورية التشيك، المعروفة بقوة رمي الرمح، ومنذ ذلك الحين جعلت من البلاد قاعدة تدريباتها. وكان التحسن الهائل في الركض قبل رميها الذي أظهرته في الموسم الماضي بفضل سيكراك. في الماضي، كانت كيتاغوتشي تميل إلى التسارع مبكرًا جدًا في ركضها ثم تفقد سرعتها قبل الإطلاق. ومع ذلك، بحلول الموسم الماضي، كانت تنفذ ركضًا سريعًا وإيقاعيًا وتنقل زخمها بسلاسة إلى الرمح. كما اكتسبت قوة كبيرة من خلال تضمين نظام تدريب الأثقال.

تقول كيتاغوتشي إنها في الماضي لم تفهم العلاقة بين الرمح وتدريب الأثقال، لكن سيكراك أقنعها بأهمية بناء عضلاتها. بعد ذلك، أصبحت كيتاغوتشي أكثر قوة مع الاحتفاظ بمرونتها المميزة، مما أدى إلى رميات أطول.

تربط كيتاغوتشي وسيكيراك رابطة قوية بين الرياضي والمدرب. وفي حديثها باللغة التشيكية، ترفض كيتاغوتشي أحيانًا نصيحة مدربها.

منذ موسم الشتاء الماضي، كانت كيتاغوتشي تستعد بشكل ثابت لدورة الألعاب الأوليمبية في باريس، بما في ذلك العمل على زيادة سرعة جريها والشراكة مع أخصائي تغذية. وتقول إنها تشعر أن ممارسة الركض السريع مع شريك تدريبي قد حسن سرعتها. وفي حين أنه من الصعب هندسة جري أسرع، استمرت كيتاغوتشي في تعديل شكلها، كما تم إثباته هذا الموسم، معلنة أن ”المنافسة هي أفضل ممارسة“.

تستمتع كيتاغوتشي هاروكا بأدائها في الجولة النهائية من الجائزة الكبرى الذهبية في 19 مايو/ أيار 2024، في الاستاد الوطني الياباني في طوكيو. (© جيجي برس)

تحويل الضغط إلى أداء

وقد استغلت كيتاغوتشي زخمها في سباق 2023 في هذا الموسم واستمرت في تحسين مستواها. وقد حققت سلسلة رائعة من الانتصارات، بما في ذلك لقبين في الدوري الماسي. وحتى عندما احتلت المركز الثاني في حدث الجولة القارية لألعاب القوى العالمية في فنلندا في يونيو/ حزيران، سجلت كيتاغوتشي رمية بطول 64.28 مترًا، وهو أفضل رقم لها في الموسم حتى وصلت إلى 65.21 مترًا في موناكو.

وفي بطولة اليابان، أيضًا في يونيو/ حزيران، استعادت كيتاغوتشي اللقب الياباني بعد عامين. وعلى الرغم من أنها أعربت عن خيبة أملها في رميتها التي بلغت 62.87 مترًا، إلا أنها كانت تحسنًا عن خسارتها المأساوية في بطولة العام الماضي وأظهرت كيف دفعها شعورها بالإحباط إلى تسجيل أرقام قياسية جديدة والفوز بأول بطولة عالمية لها.

وعن فرصها في أولمبياد باريس، تقول كيتاغوتشي: ”أريد الفوز بميدالية، مثل أي شخص آخر، لكنني أعلم أن الأمر لن يكون سهلاً. ومع ذلك، فقد فعلت كل شيء للاستعداد للمنافسة“.

بعد فوزها ببطولة العالم لألعاب القوى في عام 2023، انتقلت كيتاغوتشي من السعي إلى القمة إلى العمل للبقاء في المقدمة. وفي مواجهة مثل هذا الضغط غير المسبوق، لم تتمكن اللاعبة البالغة من العمر 26 عامًا من تحقيق أي رمية هذا الموسم تلبي توقعاتها العالية. ومع ذلك، تظل غير خائفة قبل باريس، أولمبيادها الثاني، حيث من المؤكد أن سمعتها الدرامية في المباريات المتأخرة ستبقي الجماهير على حافة مقاعدهم.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، صورة العنوان: كيتاغوتشي هاروكا في منافسات الدوري الماسي لعام 2024 في 20 يوليو/ تموز 2024، في استاد لندن (© الصورة عبر رويترز كونيكت)