اليابان | «موتسوكي»... تعرف على الفعاليات اليابانية السنوية التقليدية في يناير

يزخر يناير/كانون الثاني بمجموعة واسعة من التقاليد والعادات بمناسبة العام الجديد، بدءا من زيارة المعابد إلى الاحتفال بأول يوم عمل في العام.

بدايات العام الجديد

يزخر يناير/كانون الثاني (”موتسوكي“ حسب الاسم الياباني التقليدي لهذا الشهر) بتقاليد تحتفي بقدوم العام الجديد. وتعد ”شوغاتسو“ إحدى أهم تلك الاحتفالات في التقويم الياباني، وتضم مجموعة واسعة من العادات التي تهدف إلى تمني الحظ السعيد والصحة والرخاء وغيرها من الثمار الميمونة في الأشهر القادمة. وإحدى الممارسات التي تجرى عادة في يوم رأس السنة الجديدة هي ”هاتسومودي (أول زيارة لمعبد بوذي أو شينتوي)“.

ترجع أصول هاتسومودي إلى طقوس قديمة تُعرف باسم توشيغوموري. ووفقا لمنظمة ”طوكيو جينجاتشو“ الدينية غير الربحية، كانت تتم تلك الطقوس عبر اختلاء رب الأسرة مع نفسه للصلاة في المعبد المكرس للإله الحامي العشيرة من مساء اليوم الأخير من العام حتى صباح اليوم الأول من العام الجديد. وتطورت هذه الممارسة مع مرور الوقت إلى عادتين مختلفتين إحداهما تتم في وقت متأخر من عشية رأس السنة الجديدة تسمى جويامودي وأخرى في يوم رأس السنة الجديدة تدعى هاتسومودي.

انتشرت عادة زيارة المعابد البوذية أو الشينتوية في العام الجديد من خلال تأثير ”إهو“ ، وهو اتجاه بوصلة ميمون يختلف كل عام بناء على حسابات فلكية باطنية. وبحلول فترة إيدو (1603-1868) بات الاعتقاد بإيهو كبيرا لدرجة أن أول زيارة للمعبد في العام كانت تُعرف باسم إهومايري، حيث يستخدم أتباع كل طائفة إهو العام لتحديد المعبد البوذي أو الشينتوي الذي يجب زيارته والطريقة التي يجب التوجه إليها لتحية آلهة العام الجديد.

يُحدد اتجاه إهو لأي عام من خلال دورة محددة مكونة من 12 علامة من علامات الأبراج (جونئيشي) و10 علامات تقويم (جيكّان) كانت تستخدم لأشياء مثل تحديد الوقت والإشارة إلى الاتجاهات.

جونئيشي

جيكّان

ولكن أهمية إهو تراجعت لاحقا بدءا من عصر ميجي (1868-1912) عندما شيدت اليابان شبكة سكك حديدية. سهلت القطارات مسألة السفر لمسافات طويلة، وشجعت شركات السكك الحديدية الركاب على استخدام خدماتها لزيارة المعابد البوذية والشينتوية البعيدة خلال موسم العام الجديد. وفي نهاية المطاف، صيغ اسم عادة هاتسومودي ليحل محل المصطلح القديم الذي يشير إلى طقوس السنة الجديدة.

دأبت العادة على أن يكون 2 يناير/كانون الثاني أول يوم عمل. وارتبط ذلك خلال فترة إيدو مع استئناف متاجر البيع بالتجزئة في منطقة نيهونباشي بالعاصمة – ولا سيما سوق الأسماك على طول النهر – أعمالها بعد أن تغلق في أول أيام السنة الجديدة. يطلق على التسوق في بداية العام اسم ”هاتسوؤري“ حيث تدعو المتاجر والمطاعم الزبائن المنتظمين للشرب والاستمتاع بالأطباق المصنوعة من مكونات مبتاعة من السوق. تصف روايات تاريخية هذه التجمعات بأنها مفعمة بالحيوية، حيث تزخر المتاجر عادة بالزبائن المخمورين.

وعلى الرغم من انتقال سوق نيهونباشي للأسماك إلى تسوكوجي بعد زلزال كانتو الكبير عام 1923 ثم مرة أخرى إلى موقعه الحالي في تويوسو عام 2018، إلا أن المتاجر لا تزال اليوم ملتزمة بتقليد هاتسوؤري الذي يعود إلى فترة إيدو. ولكن بدلا من إغراء الزبائن بأصناف الطعام والشراب، تجذب المتاجر الآن الزبائن الباحثين عن حسومات باستخدام ”فوكوبوكورو (أكياس الحظ)“ التي تكون مليئة بمجموعة من منتجات لا يدري المشتري ما هي ولكن قيمتها تكون عموما أكبر من الثمن المدفوع مقابلها.


شوارع نيهونباشي تعج بالمتسوقين من أجل هاتسوؤري في مطبوعة لأوتاغاوا ساداهيدي بعنوان ”المبيعات الأولى في اليوم الثاني من العام الجديد في نيهونباشي“ (الصورة بإذن من غرفة المقتنيات الخاصة بمكتبة طوكيو متروبوليتان المركزية).

الترفيه في العام الجديد

عادة ما تُبث في العام الجديد برامج تلفزيونية يابانية خفيف الظل أبطالها كوميديون وفنانون آخرون. تعود جذور مثل تلك العروض إلى تقليد ميكاوا مانزاي، وهو نوع من الأداء الاحتفالي نشأ في مدينتي نيشيو وأنجو في منطقة ميكاوا فيما يعرف اليوم بمحافظة آيتشي.

تصف موسوعة نيبّونيكا هذا الفن بأنه يؤدي من اثنين من الفنانين الكوميديين: راقص تايو يحمل في يده مروحة وجوكر سايزو يحمل طبلة، وينتقلان من منزل إلى آخر ليرسما الابتسامة على وجوه السكان والمارة بتصرفاتهما الكوميدية الغريبة بينما يتمنيان سلام الأسر وازدهارها. تختلف أنماط العروض الفنية تلك حسب المنطقة وتُعرف أيضا باسم موريشيتا مانزاي وبيشّو مانزاي. وهذا النوع من الفنون محدد كملكية ثقافية مهمة غير ملموسة.


راقص تايو على رأسه قبعة مثلثية الشكل مميزة ويرتدي ثوبا ”هيتاتاري“ الخاص بالبلاط، إلى جانبه سايزو الذي يحمل طبلة بيده، حيث يؤديان عرضا لعائلة ثرية. الصورة من سلسلة من المطبوعات ليوشو تشيكانوبو تصور الحياة اليومية في إيدو (بإذن من مكتبة البرلمان القومية).

من غير الواضح كيف باتت عروض ميكاوا مانزاي مرتبطة باحتفالات رأس السنة الجديدة. تنسب إحدى النظريات لتلك العروض أهمية دينية مرتبطة بعلم الكونيات الياباني التقليدي الباطني ”أونميودو“ الذي كان له تأثير خلال فترة إيدو. ولكن سجلات تاريخية من نيشيو تصفها بمصطلحات مبتذلة، حيث تشير إلى أن مانزاي كانت تؤدى عندما تُفتح أبواب قلعة إيدو لأول مرة في أول أيام السنة الجديدة. وغالبا ما كان مؤدو مانزاي يزورون أماكن إقامة الإقطاعيين، للإشارة إلى أنهم استمتعوا برعاية حكومة توكوغاوا الشوغونية التي ينحدر مؤسسها إياسو من ميكاوا. كانت أنجو في الواقع معقل الفرع الرئيسي لعشيرة ماتسودايرا، التي ينحدر منها إياسو، وكانت نيشيو تحت سيطرة أوغيو ماتسودايرا.

ظلّ فن ميكاوا مانزاي من الفعاليات المنتظمة للعام الجديد في عصر ميجي، على الرغم من تراجع شعبيته بشكل كبير بعد سقوط نظام توكوغاوا. كما شهد نهضة طفيفة في السنوات الأخيرة بفضل جهود الحفاظ على هذا الفن على المستوى المحلي، بما في ذلك برامج تعليمية تستهدف الأطفال.

عطلة للخدم

يوافق يوم 11 يناير/كانون الثاني تقليد كاغامي بيراكي، حيث تؤكل فيه كعكة أرز خاصة تسمى كاغامي موتشي. تُستخدم حلوى موتشي الدائرية للزينة بمناسبة العام الجديد وكنذور في المعابد الشينتوية والمذابح المنزلية. كان اليابانيون يُعتقدون أنها تزخر بقوة آلهة العام الجديد، وكان يُنظر إلى تناولها كوسيلة لتحرير الآلهة والاستفادة من قوتها الإلهية. تُقسّم كعكة الأرز وتُطهى بـ ”شيروكو (عصيدة مصنوعة من حبوب أزوكي محلاة)“. ما زال هذا التقليد يُمارس على نطاق واسع اليوم، وتعود جذوره إلى ممارسته من قبل أفراد طبقة المحاربين على أمل جلب السلام والصحة إلى الأسرة.


من اليسار: رسم لكاغامي موتشي معروض في أحد المتاجر (بإذن من ColBase)، أحد العاملين في حمام عام يجلس بجوار كاغامي موتشي موضوعة على قاعدة سانبو، من عمل بعنوان ”حكمة وحماقة ممتزجان في حكايات جديدة عن الحمام“ يعود لعام 1802 (بإذن من مكتبة البرلمان القومية).

يُعرف يوم 16 يناير/كانون الثاني باسم ”يابوئري“ وكان اليوم الذي يُمنح فيه الأجراء المقيمون الذين يعملون لدى عائلات تجار وغيرهم، إجازة للراحة والعودة إلى ديارهم. وكانت هذه الاستراحة هي الأولى لهؤلاء الخدم الذين ينشغلون بالعمل خلال العام الجديد بسبب إعادة فتح المتاجر أبوابها للعمل في اليوم الثاني من العام.


من اليسار: أجراء يعودون إلى منازلهم خلال يابوئري، كما هو موضح في عمل لكيكوتشي كيئيتشيرو بعنوان ”كتاب مصور لعادات وآداب إيدو“، ومطبوعة تظهر أجراء شبابا يستعدون ليوم إجازتهم، من سلسلة أوتاغاوا كونييوشي بعنوان ”مسح إحصائي للأطفال الجيدين والأشرار“ (الصورتان بإذن من مكتبة البرلمان القومية).

يختلف عدد أيام الإجازة المقدمة لهؤلاء العمال حسب رب العمل. يصف عمل مرجعي يعود إلى أواخر فترة إيدو بعنوان ”رسومات موريسادا“ يوم يابوئري والذي يعرف أيضا باسم يادوساغاري، بأنه إجازة تستمر ”7 أيام و7 ليال“. كان خدم أسر الساموراي يحصلون عادة على إجازة تستمر 3-7 أيام، في حين كان خدم البيوت التجارية يحصلون على يوم واحد فقط، ما يعني أن العمال المنحدرين من مناطق نائية لم يكونوا قادرين على العودة إلى ديارهم. وفي مثل هذه الحالات، كان العمال الشباب بدلا من ذلك يزورون منزل ”يوفو (أب بالتبني)“، الذي يكون عادة الضامن لهم في المدينة، ما أدى إلى تطور عادة تُعرف أيضا باسم يوفوئري.

وكان الأجراء في كثير من الحالات يُمنحون إجازتين فقط في السنة: إجازة بمناسبة السنة الجديدة وأخرى في مهرجان أوبون في الصيف. وعلى الرغم من أن تلك الممارسات كانت تعتبر طبيعية آنذاك، إلا أنها تعتبر اليوم نوعا من الاستعباد. ولذلك ليس من المستغرب أن يختفي تقليد يابوئري مع تغير الأعراف وسن قوانين تحمي حقوق العمال في اليابان.

هناك عادة أخرى في شهر يناير/كانون الثاني لا تزال منتشرة في أجزاء كثيرة من اليابان وهي ”أوسوكاي (احتفالات مرتبطة بمعابد تينمانغو الشينتوية“. يرتبط عصفور الدغناش ”أوسو“ بالإله الحامي لتلك المعابد وهو العالم سوغاوارا نو ميتشيزاني الذي عاش في القرن التاسع.

نُفي ميتشيزاني إلى دازايفو في كيوشو عام 901 بسبب مؤامرة دبرها منافسه السياسي فوجيوارا نو توكيهيرا. وتقول الأسطورة إنه أثناء وجوده هناك تعرض لهجوم من قبل سرب من النحل ولكن أنقذه عصفور دغناش قام بطرد الحشرات بعيدا. وتطورت بسبب هذه القصة طقوس الصلاة لصورة عصفور الدغناش على أمل إزالة مصائب العام السابق وضمان الحظ السعيد في العام الجديد.

يقيم معبد دازايفو تينمانغو الاحتفال في 7 يناير/كانون الثاني، في حين تقام الاحتفالات في معبد أوساكا تينمانغو ومعبدي كامييدو تينجين ويوشيما تينجين في طوكيو بشكل منفصل يومي 24 و25 يناير/كانون الثاني. وتشتهر في العام الجديد تماثيل عصفور دغناش خشبية تسمى ”كيؤسو“ بهدف الزينة.


من اليسار: صورة كيؤسو خشبي كما هو موضح في رسومات موريسادا (بإذن من مكتبة البرلمان القومية)، حِرفيان يصنعان كيؤسو في معبد كامييدو تينجين (© جيجي برس).

فعاليات تقليدية أخرى في يناير/كانون الثاني

يزخر شهر يناير/كانون الثاني بمجموعة واسعة من الفعاليات التقليدية، والتي لا زال الكثير منها جزءا من العادات التي يمارسها اليابانيون في هذا الموسم.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: صورة للرسام هانابوسا إيتشو تصور عادات مختلفة بمناسبة العام الجديد. الصورة بإذن من غرفة المقتنيات الخاصة بمكتبة طوكيو متروبوليتان المركزية)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | «موتسوكي»... تعرف على الفعاليات اليابانية السنوية التقليدية في يناير لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :