تُعتبر الأعاصير من الظواهر الطبيعية المتكررة في اليابان خلال فصلي الصيف والخريف. ولضمان سلامة الجميع، توفر السلطات نظام تحذير رسمي مرمز بالألوان، يقدم معلومات واضحة حول الإجراءات التي يجب اتخاذها في حالات الطوارئ. هذا النظام يساعد السكان والزوار على الاستعداد بشكل مناسب للتعامل مع أي أخطار قد تنجم عن الأعاصير، مما يساهم في تقليل الأضرار وحماية الأرواح.
المصطلح الياباني ”تايفو“ (taifū) يُستخدم لوصف الأعاصير التي تتشكل كأنظمة منخفضة الضغط وتتطور فوق المياه الاستوائية في المحيط الهادئ، ثم تتجه نحو اليابان أو أجزاء أخرى من شرق آسيا. وتتميز هذه الأعاصير برياح سطحية مستدامة تصل سرعتها إلى 17 مترًا في الثانية على الأقل على مدى فترة 10 دقائق.
تتحرك الأعاصير تحت تأثير رياح علوية ودوران الأرض، مما يجعلها تميل للتحرك شمالًا. الأعاصير التي تقترب من اليابان تُنقل عادة بواسطة الرياح الغربية السائدة باتجاه الشمال الشرقي بسرعة عالية. من المهم ملاحظة أن تعريف ”تايفو“ في اليابان يختلف عن التعريف الدولي، حيث يُعتبر الإعصار ”تايفو“ في اليابان عندما تصل سرعة الرياح إلى حد معين، بينما تُصنف تلك التي تقل سرعتها على أنها منخفضات استوائية أو عواصف استوائية وفقًا للتعريفات الدولية.
يختلف عدد الأعاصير التي تتشكل سنويًا، لكن المتوسط السنوي للأعاصير التي حدثت بين عامي 1951 و2023 كان حوالي 26 إعصارًا، حيث يضرب حوالي ثلاثة منها اليابان كل عام. هذا السياق يعطي فكرة عن الطبيعة المتكررة والمتوقعة للأعاصير في المنطقة وتأثيرها على اليابان بشكل خاص.
الأعاصير ليست مجرد ظاهرة مناخية، بل هي جزء من الحياة السنوية في اليابان. قد تؤدي إلى تأثيرات مدمرة مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية والأمواج العالية. تتسبب هذه الأعاصير في أضرار للبنية التحتية مثل الطرق والجسور والمنازل، وتؤثر على الزراعة عبر تدمير المحاصيل. على الرغم من الدمار الذي يمكن أن تسببه، فإن اليابان تطورت لتكون واحدة من الدول الأكثر استعدادًا لمواجهة الأعاصير، بفضل أنظمة الإنذار المبكر المتطورة وتدابير الطوارئ الفعالة.
تتمتع اليابان بنظام مراقبة متطور يتضمن أقمارًا صناعية ورادارات متقدمة لمراقبة الأعاصير وتحليلها بشكل مستمر. تُصدر الحكومة اليابانية توجيهات وإرشادات للسكان حول كيفية التحضير والتعامل مع الأعاصير، بما في ذلك تخزين الإمدادات الأساسية، والتأكد من متانة الهياكل المعمارية، والابتعاد عن المناطق المنخفضة التي قد تكون عرضة للفيضانات.
تتشكل الأعاصير نتيجة الطاقة المنبعثة عندما يتكثف بخار الماء الصاعد من سطح المحيط الدافئ إلى قطرات ماء داخل السحب. هذا التفاعل الحراري هو ما يزوّد الأعاصير بقوتها الهائلة، ونتيجة لذلك، تزداد وتيرة وشدة هذه الظواهر الجوية في الفترة بين يوليو/ تموز وأكتوبر/ تشرين الأول، حيث تكون درجات حرارة المحيطات في أقصى ارتفاعاتها. وتُعد هذه الأشهر ذروة موسم الأعاصير في اليابان، حيث تضرب اليابسة بشكل متكرر، مما يسبب أضرارًا بالغة.
في شهر سبتمبر/ أيلول على وجه الخصوص، تتزامن الأعاصير مع وجود جبهات مطرية خريفية ثابتة قرب الأرخبيل الياباني. عندما يتدفق الهواء المحمل بالرطوبة الناتجة عن الأعاصير إلى هذه الجبهات، يحدث تفاعل يؤدي إلى زيادة في النشاط الجوي، مما يفاقم من شدة الفيضانات والانهيارات الأرضية وغيرها من الكوارث الطبيعية.
هذا الوضع يعزز من الحاجة إلى استعدادات مبكرة وإجراءات وقائية من قبل السلطات اليابانية. التحذيرات المبكرة، إلى جانب توجيهات بالإخلاء للمناطق الأكثر عرضة للخطر، تُعد جزءًا أساسيًا من استجابة البلاد لهذه التهديدات الموسمية. الأضرار الناتجة عن الأعاصير لا تقتصر فقط على الأضرار الفورية التي تُلحق بالبنية التحتية والممتلكات، بل تمتد إلى تأثيرات طويلة الأمد تتطلب جهودًا كبيرة في الإغاثة وإعادة الإعمار، ما يجعل التعامل مع هذه الظواهر الطبيعية تحديًا مستمرًا لليابان.
وبسبب الطبيعة المتكررة للأعاصير، فقد طورت اليابان على مر السنين تقنيات وطرقًا للتكيف مع هذه الظاهرة، ولكن مع تغير المناخ العالمي وارتفاع درجات حرارة المحيطات، يُتوقع أن تزداد شدة وتكرار الأعاصير، مما يستدعي تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للتعامل مع هذه الكوارث الطبيعية المتزايدة.
إرشادات الإخلاء
أعد مكتب مجلس الوزراء الياباني إرشادات شاملة للإخلاء في حالة وقوع كارثة، بهدف تعزيز الوعي لدى السكان وحثهم على تحمل المسؤولية الشخصية عن سلامتهم. تشجع هذه الإرشادات المواطنين على اتخاذ قرارات الإخلاء بأنفسهم بناءً على المعلومات المتاحة، دون انتظار تعليمات من السلطات.
وتستند هذه الإرشادات إلى نظام تحذيرات من خمسة مستويات، تم تطويره بالتعاون مع وكالة الأرصاد الجوية اليابانية والسلطات المحلية. يُظهر هذا النظام بوضوح درجة الخطورة المرتبطة بكل مستوى، مما يساعد السكان على فهم الوضع بسرعة واتخاذ الإجراءات اللازمة.
من خلال هذه التدابير، تسعى الحكومة اليابانية إلى تعزيز قدرة المجتمع على الاستجابة السريعة والفعالة في مواجهة الكوارث الطبيعية، وتقليل الخسائر البشرية والمادية.
تم إعداد البيانات بواسطة Nippon.com بناءً على معلومات من مكتب مجلس الوزراء.
عند المستوى 3 (الأحمر)، يجب على كبار السن والأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة إخلاء مناطقهم فوراً. أما بالنسبة للأشخاص الآخرين، فيُوصى بإلغاء الأنشطة اليومية والاستعداد لإخلاء محتمل.
عند الوصول إلى المستوى 4 (الأرجواني)، تصدر السلطات المحلية أوامر بإخلاء جميع الأفراد دون استثناء.
في حالة إصدار تحذير من المستوى 5 (الأسود)، فهذا يعني أن الكارثة إما وشيكة أو قد بدأت بالفعل. في هذه الحالة، يجب على الجميع اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لضمان سلامتهم الشخصية بأقصى درجة.
تستخدم البلديات نظام الترميز اللوني لبث معلومات الإخلاء، لذا من المهم متابعة هذه الإشعارات بدقة والتصرف وفقًا للمستوى المحدد لضمان السلامة الشخصية.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، صورة العنوان من © بيكستا)
كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | الأعاصير في اليابان: كيف يساعد النظام التحذيري في حماية الأرواح؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.