العراق.. خطوات نحو "بلد سياحي" لا نفطي

بغداد - ياسين صفوان - في منتصف يناير المقبل مع حلول العام الجديد، سيتسلم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مفتاح عاصمة السياحة العربية، من وفد وفد لمجلس وزراء السياحة العرب في زيارة سيجريها المجلس الى بغداد التي اختارها عاصمة السياحة العربية 2025.

مدخلات اختطاف لقب "عاصمة العرب".. عامان من الاجراءات المغذية للسياحة

تسلُم السوداني لمفتاح عاصمة السياحة العربية، مشهد غير منفصل عن السياق العام لحالة السياحة في العراق خلال فترة حكومة السوداني، فما شهده العراق خلال العامين الماضيين من إجراءات تصب في صالح قطاع السياحة العراقي، وما انعكست عليها من نتائج، كانت جميعها المدخلات الرئيسية لحصول بغداد على هذا اللقب.

عجلات خليجية وشقراوات اوروبيات.. تحسن السياحة واضح على وجه الشوارع والمدن العراقية

عجلات بأرقام خليجية تسير في شوارع بغداد أو البصرة او كربلاء، أو شقراوات من أوروبا يتجولن في أزقة بغداد القديمة أو في الأهوار والمعالم الاثرية الأخرى، أو صناع محتوى اميركيين ينتجون جولات سياحية مصورة في محلات وأسواق بغداد القديمة.. مشاهد أصبحت معتادة وكثيرة الظهور خلال العامين الماضيين، في نتائج ملموسة لبوادر نهضة سياحية عراقية تغذيها الحكومة الحالية من خلال قرارات واضحة سواء باعفاء بعض البلدان من التأشيرة المسبقة وجعلها عند الوصول او تحويلها الى تأشيرة الكترونية.

خليجي 25 انموذجا.. الاستثمار بالفعاليات الفنية والرياضية لتسويق العراق سياحيا

ليست هذه القارات فحسب، بل حرصت بغداد على الاستثمار بالفعاليات الفنية او الرياضية الكبرى، لتسويق عوامل السياحة العراقية وجذب السائحين، فتنظيم خليجي 25 في البصرة كان علامة فارقة منحت البصرة وبغداد والعراق عمومًا دفعة معنوية لجذب المزيد من السائحين.

تميز كمي ونوعي.. السياحة ملاذ العراق من لحظة "موت عصر النفط"

الترويج والاهتمام بقطاع السياحة في العراق، والذي بدأت بوادره الان، ضرورة ملحة في بلد يحتوي الاف الأماكن الاثرية والسياحية، ويتضمن مجالات سياحية مختلفة سواء دينية او تضاريس طبيعية او تاريخية وأثرية، وتزداد ضرورة هذا القطاع مع معرفة ما قد سيوفره من أموال في بلد يعتمد على النفط بنسبة تفوق الـ90 الى 95%، ما يجعل السياحة ملاذ العراق من لحظة "موت عصر النفط".

في 2023.. العراق ثالث اكبر بلد عربي بنسبة زيادة ايرادات سوق السياحة مقارنة بـ2022

خلال النصف الأول من 2023 جاء العراق ثالث أكبر بلد عربي بنسبة الزيادة في إيرادات سوق السياحة مقارنة بـ2022، حيث بلغت نسبة الزيادة 38% للنصف الأول من 2023 مقارنة بنفس الفترة من 2022 وبلغت الإيرادات 1.2 مليار دولار فيما حصلت هيئة السياحة كإيرادات حكومية خلال نصف الأول من 2023 ما قيمته 12 مليار دينار.

الاقبال ارتفع 160%.. 400 الف اجنبي زار العراق في 2023 مقارنة بـ150 الفا بالسنوات الماضية

وبتفصيل اكبر يظهر مدى انتعاش السياحة خلال العامين الماضيين، في مراجعة الأرقام، حيث بلغ عدد السائحين الأجانب من الأوروبيين والأجانب، اكثر من 400 الف سائح، مقارنة بالرقم المعتاد الذي كان مستقرا عند 150 الف سائح اجنبي خلال السنوات القليلة الماضية، أي ان نسبة الزيادة بتوافد السائحين الأجانب تبلغ 160%، هذا باستثناء الأرقام المليونية التي تدخل الى السياحة الدينية.

مواقع سياحية ونفطية.. 15 الف موقع اثري في العراق مقارنة بـ100 رقعة نفطية!

وبلغة الأرقام، تظهر أهمية السياحة كمصدر مهم للايرادات المالية في العراق، من النوع والعدد الذي تتميز به المواقع الاثارية والسياحية في العراق، فالعراق يمتلك 15 الف موقعا اثريا مستشكفا، فيما تشير التقديرات الى وجود 100 الف موقع اثري لم يستكشف بعد، ومقارنة بقطاع النفط فهناك اكثر من 500 تركيب جيولوجي نفطي في العراق والمستكشف منها اكثر من 100 موقع فقط، مقسمة على اكثر من 70 حقلا نفطيا.

150 موقعا اثريا لكل رقعة نفطية.. العراق "بلد سياحي" لا نفطي

يتضح بشكل جلي أن العراق يمتلك 150 موقعا اثريا مقابل كل رقعة نفطية، ما يجعله مؤهلا لأن يكون بلدا سياحيا اكثر من كونه بلدا نفطيا، ولعل تراجع نسبة ما تشكله الإيرادات النفطية من اجمالي إيرادات العراق خلال فترة حكومة السوداني الى 89% بعد ان كان النفط يشكل 95%، يعطي آمالًا بدخول العراق الى مسار تقليل الاعتماد على النفط فعليًا.