كتبت: ياسمين عمرو في الجمعة 10 يناير 2025 01:24 مساءً - جسم الحامل خلال أشهر الحمل يكون في حالة تحول مستمر لضمان صحة الجنين وتلبية احتياجاته، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية وحالة التوتر والقلق من الحمل ذاته، وقد تحدث تغيرات في أنماط النوم لدى الحامل كذلك بسبب بعض العادات التي قد تؤثر سلباً على صحة الأم والجنين، وسهر الحامل لساعات متأخرة من الليل أول هذه العادات.
والسهر قد يكون عادة شائعة بين بعض النساء، إلا أن الأمر يختلف، بل ويمثل خطراً كبيراً على صحة الأم الحامل والجنين أثناء فترة الحمل، لهذا سنتناول في هذا التقرير وبالتفصيل مخاطر سهر الحامل، وتأثيراته السلبية على الصحة الجسدية والنفسية لها، بالإضافة إلى الأضرار التي قد يتعرض لها الجنين، وفي اللقاء مع الدكتور محسن عبد الرحمن أستاذ طب الأطفال سنتعرف إلى الأسباب التي تدفع الحامل للسهر وكيفية تجنب هذه العادة من خلال نصائح وحلول علمية لضمان حمل صحي.
أولاً: تأثير سهر الحامل على صحتها
الراحة والنوم الجيد من الحاجات الأساسية التي تضمن استقرار الحالة الصحية للأم الحامل، بينما السهر لساعات متأخرة من الليل يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على العديد من الجوانب الصحية للمرأة الحامل، ومنها:
التأثير على النظام الهرموني:
أحد أكبر التأثيرات السلبية للسهر هو تأثيره على النظام الهرموني في جسم المرأة خلال فترة الحمل؛ حيث تكون هناك تغيرات هرمونية كبيرة تؤثر على النوم، مثل زيادة مستويات هرمون البروج سترون، الذي يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتعب والرغبة في النوم.
كما أن السهر يسبب اضطراباً في هذه العملية ويؤدي إلى اختلال في التوازن الهرموني، مما يزيد من الشعور بالإرهاق والقلق، بجانب أن اضطرابات نوم الحامل قد تؤثر أيضاُ على مستويات هرمون الكورتيزول- هرمون التوتر- مما يسبب زيادة في التوتر والقلق لدى الحامل.
مشاكل السهر..تعرفي إليها داخل التقرير
الإرهاق والتعب الشديد:
الراحة أثناء الحمل مهمة جداً، إذ يساعد النوم العميق على تجديد الطاقة، وزيادة قدرة الجسم على التكيف مع التغيرات التي تحدث في هذه الفترة.
بينما السهر لساعات طويلة يقلل من قدرة الجسم على الراحة ويؤدي إلى الإرهاق الشديد، وبالتالي يؤثر هذا التعب المزمن سلباً على مستوى الطاقة ويزيد من الشعور بالإرهاق، مما يصعب على الحامل أداء الأنشطة اليومية أو التعامل مع متطلبات الحمل بشكل جيد.
ضعف جهاز المناعة:
أحد الآثار الجانبية المزعجة للسهر المستمر هو تأثيره على جهاز المناعة خلال فترة الحمل؛ حيث يحتاج الجسم إلى قوة دفاعية ضد الأمراض والعدوى، وقلة النوم تؤثر على قدرة الجهاز المناعي على القيام بدوره بشكل فعال.
كما أن السهر يضعف قدرة الجسم على محاربة العدوى، مما يزيد من احتمال إصابة الحامل بالأمراض مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا.
زيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية مزمنة
السهر بشكل مستمر قد يزيد من احتمالية إصابة الحامل ببعض الأمراض المزمنة، وهنا تشير الدراسات إلى أن السهر يساهم في زيادة مستويات ضغط الدم، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل (تسمم الحمل)، كما يمكن أن يؤثر السهر على مستويات السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل.
صعوبة التعامل مع المشاعر والتقلبات النفسية
الحمل يمكن أن يكون مصحوباً بتقلبات عاطفية ونفسية، نتيجة للتغيرات الهرمونية والضغوطات اليومية، وقلة النوم بسبب السهر تزيد من هذه التقلبات النفسية، مما يؤدي إلى مشاكل في التكيف مع الحالة النفسية والعاطفية للحامل، ومشاعر القلق، الاكتئاب، والانزعاج النفسي يمكن أن تتفاقم بسبب الإرهاق الناتج عن قلة النوم.
ثانياً: تأثير سهر الحامل على الجنين
الأم هي المصدر الأساسي للرعاية والتغذية للجنين، لذلك أي شيء يؤثر على صحة الأم ينعكس حتماً على الجنين، و السهر لساعات طويلة من الليل ليس فقط ضاراً بالصحة العامة للأم، بل يمكن أن يعرض الجنين أيضاً للعديد من المخاطر الصحية.
ضعف نمو الجنين:
النوم الجيد يسمح للأم بتجديد طاقتها، ويضمن للجنين بيئة صحية من خلال تدفق الدم والأوكسجين الكافي، بينما معاناة الحامل من قلة النوم قد يتأثر الجنين بنقص الأوكسجين أو التغذية المناسبة، ما يؤدي إلى بطء في نمو الجنين، وبالتالي يؤثر سلباً على تطور الأعضاء والأجهزة الحيوية له.
زيادة خطر الولادة المبكرة:
تشير الدراسات إلى أن قلة النوم والسهر قد يزيدان من احتمالية الولادة المبكرة؛ فالسهر يعطل العمليات الطبيعية التي تحدث أثناء النوم، مثل إفراز الهرمونات التي تساعد في تحفيز نمو الجنين، في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التوتر والإجهاد الناتج عن السهر إلى تزايد النشاط العضلي في الرحم، مما يرفع من خطر الولادة المبكرة.
مشاكل في الوزن عند الولادة:
تؤثر قلة النوم على توازن الهرمونات في جسم الحامل، مثل هرمونات الجوع (اللبتين) والشبع (الغريلين)، عدم النوم الكافي للحامل بجعلها تعاني من زيادة الوزن بشكل غير صحي، نتيجة للإفراط في تناول الطعام خلال ساعات الليل.
هذا يؤدي إلى زيادة الوزن غير المرغوب فيه، ما يرفع من خطر الإصابة بمضاعفات الحمل مثل سكري الحمل، وأيضاً قد يعرض الجنين لخطر زيادة الوزن عند الولادة.
التأثير على الصحة العصبية للجنين:
النوم العميق يُعد أمراً بالغ الأهمية في تطور دماغ الجنين، السهر يسبب اضطراباً في عملية النوم الطبيعي التي تلعب دوراً في تعزيز نمو الدماغ.
عدم الحصول على فترات راحة كافية يؤثر سلباً على نمو الجهاز العصبي للجنين، مما قد يؤدي إلى مشكلات في التطور العصبي قد تظهر لاحقاً في مراحل الطفولة.
المضاعفات الصحية طويلة المدى للجنين:
السهر المستمر يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في توازن الهرمونات في جسم الحامل، وهذا يمكن أن يؤثر بشكل غير مباشر على الجنين.
كما أن نقص النوم المزمن قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية طويلة المدى للجنين، مثل اضطرابات النمو أو مشاكل صحية مرتبطة بالقلب والشرايين في المستقبل.
ثالثاً: دوافع سهر الحامل
تتعدد الأسباب التي قد تجعل الحامل تسهر لساعات متأخرة مثل:
القلق والتوتر: قد يعاني العديد من النساء الحوامل من القلق بشأن الولادة أو الصحة العامة للجنين، مما قد يؤدي إلى الأرق والسهر ليلاً.
التغيرات الهرمونية: التغيرات الهرمونية قد تؤدي إلى تغير في نمط النوم لدى الحامل، مما يجعلها تشعر بالحاجة للبقاء مستيقظة لساعات طويلة.
الراحة غير الكافية: بعض الحوامل قد يعانين من مشاكل مثل آلام الظهر أو الأرق بسبب حجم البطن المتزايد، مما يعيق قدرتهن على النوم بشكل جيد.
الأنشطة اليومية المرهقة: ضغوط العمل أو العناية بالأسرة قد تدفع الحامل للسهر، مما يؤدي إلى عدم الحصول على ساعات كافية من الراحة.
رابعاً: كيفية تجنب سهر الحامل
لحماية صحة الأم والجنين، يجب اتخاذ خطوات فعّالة لتجنب السهر، فيما يلي بعض النصائح المهمة:
- أن تلتزم الحامل بروتين نوم ثابت، بحيث تذهب إلى السرير في نفس الوقت كل ليلة.
- استخدام الوسائد الداعمة لتهيئة بيئة مريحة للنوم، وتقليل الضوضاء، ودرجة حرارة الغرفة المناسبة.
- تقليل التوتر والقلق واستخدام تقنيات الاسترخاء مثل: التأمل أو التنفس العميق لتقليل القلق قبل النوم.
- تجنب تناول المنبهات مثل الكافيين أو المشروبات الغازية في ساعات متأخرة من اليوم.
- ممارسة التمارين الخفيفة المعتدلة خلال النهار، مثل المشي، يمكن أن تساعد في تحسين نوعية النوم ليلاً.
أخبار متعلقة :