كتبت: ياسمين عمرو في الأربعاء 8 يناير 2025 10:18 صباحاً - من الضروري وأنت تصطحبين طفلك إلى المدرسة، سواء كان ذلك يحدث بشكل يومي أو متقطع، أن تتحدثي مع طفلك حول ما يجب عليه فعله واكتسابه، خلال الساعات التي يمضيها في المدرسة، حيث تعد المدرسة هي البيت الثاني له، ولكنها المجتمع الجديد الذي ينتقل إليه ويصبح جزءاً من برنامجه اليوم وعلى مدى سنوات قادمة.
يجب على الأم عدم إهمال توضيح بعض الحقوق التي يجب أن يحصل عليها الطفل خلال دوامه المدرسي، وذلك لكي لا يكون مجرد آلة تتلقى العلم فقط، حيث إن التواصل مع مجتمع المدرسة هو اللبنة الأولى في بناء شخصية الطفل، ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشدة التربوية كوثر عبد الوهاب، حيث أشارت إلى 4 مبادئ أساسية ذكّري بها طفلك في طريقه إلى المدرسة، منها أن يكون له صديق مقرّب، إضافة لمبادئ أخرى مهمة في الآتي:
حق الطفل في اختيار رفاق المدرسة
- تحدثي مع طفلك وأنتِ تصطحبينه إلى المدرسة، أو حين يكون في طريقة من باب البيت إلى باب باص المدرسة، حول ضرورة أن يكون له صديق مقرّب واحد، وذلك بسبب أهمية الصداقة المدرسية وتأثيرها على الطفل فيما أن عليه أن يحب الجميع ويحترمهم، وحاولي أن توصلي لطفلك معلومة مهمة في تكوين شخصيته وهي أن من حقه أن يختار هذا الصديق.
- اهتمي بأن يكون لطفلك صديق مقرّب؛ لكي يخرج من تحت جناحيك، وأن تكوني على مقربة منه وهو يختار هذا الصديق، ومن الطبيعي أن تكتشفي أنه يختار صديقاً يشبهه في معظم صفاته وعاداته، ولكن الغريب أن يختار طفلك صديقاً على النقيض منه تماماً، فاحذري أن يقع طفلك في شَرك التنمر من دون أن يشعر، مثل أن يختار التلميذ الأكثر سوءاً في الفصل لكي يكون صديقه، وفي هذه الحالة لن يكون صديقاً له، بل سوف يقوم باستغلاله وابتزازه، خاصة لو كان يفوقه في البنية والقدرات الجسمية.
- اهتمي بأن يكون اختيار صديق طفلك، الذي ربما يكون صديقاً له مدى الحياة، على أساس تربوي ناجح وحقيقي وضمن دوافع حقيقية، وفي نفس الوقت لا يعني ذلك ألا يكون طفلك زميلاً ناجحاً ومحبوباً لباقي التلاميذ في الفصل أو في ساحة المدرسة خلال أوقات اللعب والترفيه.
حقه في ألا يعجبه كل من يلتقيه في المدرسة
- أخبري طفلك بأنه من الطبيعي أن يلتقي بأشخاص قد لا يحبهم، ومن المهم أن يحترمهم ولا يخبرهم بذلك، ويجب عليك أن تبيني لطفلك أن المدرسة هي البيئة الأوسع التي يجب فيها أن يتعامل مع كل أنماط البشر، ولكن ليس من الضروري أن يكون صديقاً للجميع، فالمهم أن يستطيع التعامل مع الآخرين باحترام وتقدير، وفي نفس الوقت لا يفقد احترامه لنفسه، وأن يحدد مكانته بين كل هؤلاء.
- راقبي طفلك؛ لأنه سوف يشعر بعدم الرضا عن جو المدرسة في البداية، حين يكتشف أطفالاً يختلفون عنه في طريقة تربيتهم وسلوكهم وأسلوب حياتهم ومبادئهم، وهذا الأمر طبيعي ومتوقع؛ لأن كل طفل يكون قد خرج من بيئة معينة، ولذلك فيجب أن يحتفظ برأيه لنفسه ولا يصطدم بهم، وعليه أن يحافظ على مساحة وحدود في التعامل مع من لا يعجبه، ومن الممكن أن تستعيني بالمرشدة التربوية في المدرسة للحصول على نصائح تعليمية وتربوية لتلاميذ المرحلة الابتدائية والتعرف إلى طرق تعامل الطفل مع أجواء المدرسة من خلالها.
سؤال المعلم عمّا لا يفهمه
- علّمي طفلك ألا يخجل من سؤال المعلم حول النقاط التي لا يفهمها خلال شرح المعلم، فليس من الضروري أن يفهم الطفل كل نقطة في الدرس، وليس من العيب أو من الخجل أن يسأل لكي يفهم، بل من الخطأ أن يسكت وتبقى تلك النقاط غامضة وغير مفهومة لديه، وعلى ذلك يجب أن يتعلم الطفل الشجاعة وعدم الصمت من أجل صالحه؛ لأنه لو توقف عند نقطة لم يفهمها سوف يؤدي إلى تراكم الدروس عليه وتدني مستواه الدراسي.
- عوّدي طفلك على أن يكون على تواصل دائم مع المعلم؛ لأن المعلم يكمل دور الأب والأم، ولكن في المدرسة، ويجب أن تكون علاقة الطفل بمعلمه علاقة سليمة ولا تبنى على الخوف والترهيب، ولذلك فعليك مسح صورة المعلم الذي يوقع العقاب بالتلاميذ من ذهن طفلك، واشرحي له أن المعلم يعتبر التلاميذ الصغار مثل أطفاله، وأنه يحب أن يراهم ناجحين ومتفوقين، ولذلك يجب أن يتوجه طفلك لمعلمه في حال كان يجد صعوبة في فهم الدروس، وعليه أن يستأذن بأدب، وأن يختار الوقت المناسب لكي يسأل المعلم عما يريده، ولا تكوني أنتِ همزة الوصل بين طفلك ومعلمه؛ لكي لا ينشأ الطفل اتكالياً وضعيف الشخصية؛ لأن أمور حياته تخصه هو، ويجب أن يديرها بنفسه وفي عمر مبكر.
حقه في التعبير عن مشاعره
- علمي طفلك أن يعبر عن مشاعره إزاء أي موقف يتعرض له في المدرسة، وألا يصمت في حال تعرضه للابتزاز أو التنمر، ولذلك فالتعبير عن المشاعر هو أولى درجات سلامة الصحة النفسية عند الطفل، ولذلك فمن الضروري أن يعتاد الطفل بعد عودته من المدرسة أن يتحدث إلى أمه عن كل ما يواجهه من مشاكل من التلاميذ الآخرين، أو ما يضايقه من قوانين المدرسة وأنظمتها، ويكون دور الأم أن تبين له أن الحياة لا تسير في أي مكان حسبما يشاء كل شخص، بل إن هناك نظماً وقوانين تنظم سير أي مؤسسة، ابتداء من المدرسة إلى الجامعة، وحتى في المصالح الحكومية، ولو كانت هذه المؤسسات تعامل كل شخص حسبما يريد؛ فلن تنتظم الحياة، وسوف يكون كل إنسان عبارة عن شخص مخالف للقوانين، وتسود الفوضى في كل مكان.
- عودي طفلك أن يعبّر عن مشاعره، ولكن باحترام ومن دون تجاوز مشاعر الآخرين وخصوصيتهم، ولاحظي أن نجاحك في ذلك يعد إحدى طرق تجعل طفلك يحب المدرسة طيلة العام الدراسي ولا يتهرب من الذهاب إلى المدرسة، ولذلك فمن الضروري أن تلاحظي طفلك، بحيث لا يعتاد الصراخ والصوت المرتفع أو التعدي بالألفاظ أو القيام بالاعتداء على أحد اعتداء جسمياً؛ لأن هناك شخصاً قد أساء له أو أن هناك أمراً لا يعجبه، فتعويد الطفل على التصرف بحكمة، مع احترام مشاعر الآخرين، سوف تكون نتيجته أن يحترمه الطرف الآخر ويحافظ على خصوصيته؛ لأن من الضروري أن يعيش الطفل في مجتمع ينبذ العنف؛ لا يشجعه أو يحث عليه.
قد يهمك أيضاً: تأثير سيطرة المعلم على الطلاب في الفصل الدراسي
* ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
أخبار متعلقة :