شهاب محمد - الخرطوم - الخليج 365 :
ماكينات الصرف الآلي في الخرطوم خاوية وسط شحّ في السيولة فيما تحاول الحكومة تفادي انهيار اقتصادي يبدو قريبا فيما تنذر الأزمة الحالية باشتعال الجبهة الاجتماعية وسط احتقان في الشارع السوداني مع غلاء شديد في الأسعار.
الخرطوم – نفد النقد من الكثير من ماكينات الصرف الآلي في العاصمة السودانية الخرطوم في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لتفادي انهيار اقتصادي من خلال خفض حاد في قيمة العملة وإجراءات تقشف عاجلة.
وارتفع الطلب على السيولة النقدية بسبب التضخم وضعف الثقة في النظام المصرفي، وسياسة البنك المركزي في تقييد المعروض النقدي لحماية الجنيه السوداني.
وأدى هذا إلى أزمة في السيولة تفاقمت في العشرة أيام الماضية انتظارا لتسليمات جديدة من أوراق النقد.
وتأتي أزمة السيولة النقدية بعد شهر من سماح السلطات للعملة المحلية بالتراجع إلى 47.5 جنيه للدولار من 29 جنيها وإعلانها إجراءات لتقليص الإنفاق.
وقال أحمد عبدالله (42 عاما) وهو موظف حكومي “أتنقل من مكان إلى آخر حتى أجد صرافا به أموال، لأن عددا كبيرا من الماكينات ليس به أموال… لماذا نعاني هكذا للحصول على أموالنا؟”.
ويعاني السودان من شح العملة الأجنبية منذ أن فقد ثلاثة أرباح إنتاجه النفطي حينما انفصل الجنوب في عام 2011. ولم يفلح رفع عقوبات أميركية استمرت عشرين عاما في أكتوبر/تشرين الأول 2017، في إحياء الأمل في التعافي.
ودفع التضخم المرتفع وتقييد حدود السحب وأزمة العملة، اقتصاد السودان بالفعل إلى السقوط في براثن أزمة صعبة قبل الشح الأخير في السيولة.
واتخذ الرئيس السوداني عمر البشير سلسلة من الإجراءات لمعالجة الأزمة الاقتصادية في الأسابيع الماضية.
وغيّر محافظ البنك المركزي الجديد نظام تحديد سعر صرف العملة، فيما أعلن رئيس الوزراء الجديد خطة إصلاح اقتصادي تستغرق 15 شهرا.
ورغم هدوء الشوارع بعد احتجاجات نادرة عمت أرجاء البلاد وحفزتها أسعار الخبز في وقت سابق من هذا العام، شهدت الأسعار المزيد من الزيادات منذ خفض قيمة العملة الشهر الماضي، وهو ما أثار الاستياء من جديد.
وأظهرت حملات التفتيش المفاجئ على التجار والبائعين في السوق أنه على مدى الشهر الماضي، ارتفعت تكلفة الكيلوغرام من الطحين (الدقيق) 20 بالمئة ولحوم الأبقار 30 بالمئة، والبطاطا 50 بالمئة. وبلغ التضخم ما يزيد عن 68 بالمئة في سبتمبر/أيلول، وهو واحد من أعلى المعدلات في العالم.
وفي بداية الشهر الحالي، زادت الحكومة دعم الطحين في محاولة منها لاحتواء الأثر الناتج على الخبز.
وقبل أسبوع، قال رئيس الوزراء في تغريدة إنه اجتمع مع محافظ البنك المركزي لمعالجة مشكلة ماكينات الصرف الآلي وتلقى تطمينات حول إمدادات أوراق النقد.
لكن مسؤولا في بنك تجاري بالخرطوم قال إن البنك المركزي لم يضخ كميات كافية جديدة من العملة وهو ما أثار أزمة سيولة وتسبب في اصطفاف طوابير طويلة أمام ماكينات الصرف الآلي.
وقال مصدر بوزارة المالية إن السودان استورد شحنة واحدة من أوراق النقد الجديدة الشهر الماضي ومن المنتظر وصول ثلاث شحنات أخرى قريبا. ولم يذكر المصدر المزيد من التفاصيل.
وعلى الرغم من خفض قيمته الشهر الماضي، لا يزال الجنيه السوداني يواجه ضغوطا، بينما تتسع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والسعر في السوق السوداء، فقد بلغ سعر الدولار 52 جنيها في المعاملات النقدية بالسوق السوداء وبلغ 58 جنيها في التعاملات بشيكات مصرفية.
وقال تاجر عملة في السوق السوداء “نتوقع استمرار ارتفاع سعر الدولار في السوق لشح العملات الأجنبية. التعامل بسعر الشيك أصبح تجارة رائجة مع أزمة السيولة من النقد السوداني في البنوك والصرافات”.
وتقوم لجنة من بنوك وشركات صرافة منذ الشهر الماضي بتحديد سعر صرف رسمي للعملة يوميا ورفعت اللجنة سعر الجنيه إلى 46.95 جنيه مقابل الدولار بعد أيام من خفض قيمته، لكنها سرعان ما أعادته إلى 47.5 جنيه للدولار.
وقال محمد الجاك الأستاذ بجامعة الخرطوم “سعر الصرف الحقيقي هو السعر في السوق الموازية. يجب أن تعمل آلية سعر الصرف بناء على العرض والطلب حتى تتوصل إلى سعر حقيقي وواقعي يتماشى مع التحرير الاقتصادي”.
ومن شأن الأزمة الاقتصادية الحادة والمتفاقمة أن تزيد الضغط على حكومة الرئيس عمر البشير التي تواجه بالفعل مشاكل وخلافات سياسية وتعثرا للحوار الوطني.
وفي حال استمرار الأزمة الحالية من المتوقع أن تشتعل الجبهة الاجتماعية وسط تململ في الشارع السوداني.
كانت هذه تفاصيل خبر أزمة مالية غير مسبوقة تزيد الضغوط على حكومة البشير لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على السودان اليوم وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.