الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: يتصدر الملف السعودي تاريخ التقييمات الفنية مع خطط طموحة لاستضافة 48 منتخبًا لأول مرة في دولة واحدة.
إنجاز سعودي استثنائي
وقد أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن الملف السعودي لاستضافة كأس العالم 2034 ( FIFA™ 2034) حقق أعلى تقييم فني في تاريخ التقييمات التقنية بواقع 419.8 نقطة من أصل 500.
التقييم التاريخي يعكس جاهزية المملكة لاستضافة الحدث الرياضي الأكبر عالميًا، مما يجعلها مرشحة بقوة للفوز بشرف تنظيم البطولة.
موعد حسم القرار
جاء هذا الإعلان كجزء من التحضيرات النهائية لاختيار الدول المستضيفة لكأسي العالم 2030 و2034، والتي سيعلن عنها رسميًا في اجتماع الجمعية العمومية لـ"فيفا" يوم 11 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. القرار المرتقب يأتي بعد أشهر من التقييمات والجولات التفقدية التي أجراها وفد "فيفا" في أكتوبر الماضي.
جولة "فيفا" التفقدية: توثيق الاستعدادات
وزار وفد "فيفا" عددًا من المدن والمرافق الرياضية التي يشملها ملف السعودية لاستضافة البطولة. الجولة تضمنت معاينة المشاريع الرياضية والبنية التحتية، بالإضافة إلى الاطلاع على الخطط المستقبلية لتوفير تجربة استثنائية للمنتخبات والجماهير على حد سواء.
وحظي ملف استضافة المملكة للحدث الكروي العالمي، باهتمام وتمكين ودعم غير محدود من الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ما أسهم في حصول الملف على ثقة المجتمع الدولي.
وكان الوفد الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قام خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بجولته التفقدية للوقوف على تفاصيل ترشح المملكة لاستضافة المحفل الكروي العالمي، حيث زار مدن استضافة البطولة، والمشاريع والمرافق الرياضية المدرجة في ملف الاستضافة واطلّع على الخطط الشاملة وكافة الاستعدادات المقبلة لاستضافة المملكة للحدث الكروي العالمي بتواجد (48) منتخبًا في دولة واحدة لأول مرة عبر التاريخ.
استضافة عالمية في خمس مدن رئيسية
وقدمت السعودية رؤيتها الطموحة تحت شعار "معاً ننمو"، مؤكدة التزامها بتحقيق تجربة رياضية شاملة وفريدة من نوعها.
توزيع الملاعب: 11 جديدًا و4 مجددّة
بينما تقترب لحظة الإعلان عن قرار "فيفا"، يُنظر إلى ملف السعودية باعتباره نموذجًا للجهود التنظيمية المتكاملة والرؤية المستقبلية التي تضع المملكة في طليعة مشهد كرة القدم العالمي.
وتشمل خطة الاستضافة إقامة مباريات البطولة في 15 ملعبًا موزعة على خمس مدن رئيسية، وهي: الرياض، جدة، الخبر، أبها ونيوم.
وستقام المباريات في الرياض على ملاعب "ملعب مدينة الملك فهد الرياضية وستاد الملك سلمان الدولي وملعب جامعة الملك سعود وملعب المربع الجديد وملعب مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية وستاد الأمير محمد بن سلمان وستاد روشن وستاد جنوب الرياض".
وفي جدة ستلعب المواجهات على أرضيات ملاعب "ستاد وسط جدة وملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية وملعب مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وستاد ساحل القدية".
وستقام مباريات نيوم على ستاد نيوم ومباريات أبها على أرضية ستاد جامعة الملك سعود ومباريات الخبر على أرضية ستاد أرامكو.
بطولة بمواصفات جديدة
للمرة الأولى في تاريخ البطولة، ستقام منافسات كأس العالم بمشاركة 48 منتخبًا في دولة واحدة، مما يمثل تحديًا كبيرًا وفرصة لتقديم نسخة استثنائية تجمع بين التنظيم المحكم والتجربة الفريدة.
السعودية أكدت عبر ملفها أنها مستعدة لتلبية كافة المتطلبات التنظيمية، من بنية تحتية متطورة إلى خدمات لوجستية عالية المستوى.
مشاريع تتجاوز كرة القدم
تتخطى الرؤية السعودية لاستضافة كأس العالم حدود الرياضة، حيث تعزز البنية التحتية السياحية والثقافية، مما يدعم تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
ومن المتوقع أن تكون البطولة منصة لتعزيز الاقتصاد الرياضي وتنمية قطاعات السياحة والاستثمار.
لماذا حصل الملف السعودي على هذا التقييم؟
يحظى الملف السعودي بدعم كبير من الاتحادات الرياضية على المستوى الدولي والإقليمي، مما يعزز من فرصه للفوز بحق استضافة البطولة. ويعكس التقييم العالي لملف السعودية يعكس عدة عوامل:
بنية تحتية متكاملة: ملاعب متطورة موزعة بشكل استراتيجي في أنحاء المملكة.
رؤية شاملة: خطط مدروسة تستهدف تقديم تجربة مميزة للمنتخبات والجماهير.
تاريخ رياضي متنامٍ: نجاحات سابقة في استضافة أحداث رياضية كبرى.
استدامة: تضمين تقنيات ومبادرات صديقة للبيئة ضمن خطط البناء والتشغيل.
وأعرب الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، عن عميق امتنانه للملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دعمهما اللامحدود للرياضة والرياضيين. وأشاد الأمير بـ"الإنجاز التاريخي" المتمثل في حصول الملف السعودي على تقييم استثنائي من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، معتبرًا أن هذا النجاح يعكس التعاون المثمر بين قطاعات الدولة وإمكانات المواطن السعودي التي أظهرت الوجه المشرق للمملكة. وأضاف: "نرحب بالعالم أجمع بكل حب، ونسعى لتقديم نسخة استثنائية من كأس العالم".
المسحل: التقييم يعكس دعم القيادة ونهضة رياضية شاملة
بدوره، أكد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، أن حصول المملكة على هذا التقييم التاريخي يُعد ثمرةً لاهتمام القيادة ودعمها السخي للقطاع الرياضي، بقيادة ولي العهد ومتابعة مستمرة من وزير الرياضة. وشدد المسحل على التزام المملكة عبر ملف الترشح بتقديم تجربة استثنائية لجميع المشاركين، سواء المنتخبات أو الوفود أو الجماهير، مشيرًا إلى تطلع السعودية لتقديم بطولة لا تُنسى تُبرز كنوزها الحضارية والثقافية، في أجواء من الحفاوة وكرم الضيافة السعودية.
البلوي: فخورون بالتقييم الذي يعكس التزام المملكة بالمعايير العالمية
وأكد رئيس وحدة ملف الترشح، حمّاد البلوي، أن التقييم الاستثنائي الذي حصل عليه الملف السعودي يعكس الجهود المبذولة لتقديم أعلى المعايير الفنية. وقال البلوي: "حرصنا على تضمين كل الإمكانات التي تسهم في النهوض بلعبة كرة القدم، مع تقديم تجربة متميزة عبر ملاعب ومرافق رياضية متكاملة، تُراعي أعلى المواصفات الهندسية والفنية ومعايير السلامة وحقوق جميع المشاركين".وأشار البلوي إلى أن الملف السعودي يقدم خمس مدن مستضيفة تتميز بتنوعها الثقافي والحضري، مما يمنح الجماهير فرصة استكشاف تجارب فريدة في مختلف مناطق المملكة. وأضاف: "يشمل الملف أيضًا 10 مواقع استضافة أخرى، تعزز تجربة المنتخبات عبر معسكرات تدريب ومرافق حديثة، مع ضمان سهولة التنقل بين المدن، لتهيئة بيئة مثالية للبطولة".
وتمثل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA™ 2034 فرصةً مهمةً لتسليط الضوء على مسيرة التقدم المستمرة التي تعيشها المملكة والتي أثمرت عن استضافة فعاليات عالمية كبرى في مختلف الألعاب، منها: كأس العالم للأندية، وسباق الفورمولا1، الأمر الذي يسهم في تحقيق المستهدفات الأهداف الرياضية، وبناء إرث رياضي يكوّن قاعدة أساسية للمستقبل الرياضي السعودي.
أخبار متعلقة :